رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

حكاية وطن

وكان حقاً علينا الدفاع عن «الجلابية»، رغم مرور وقت طويل على النقد الذى تم توجيهه إليها، وإلى الذين يرتدونها فى عصر العولمة وزمن الصدور العارية فى مهرجانات «الخَلع» بفتح «الخاء». قلت فى تبرير تخصيص هذا المقال عن الجلابية البلدى أو الصعيدى أن يأتى الحديث عن الجلابية متأخراً خير من ألا يأتى مطلقاً رغم كم المقالات وتعليقات «السوشيال ميديا» التى ردت اعتبار الجلابية، وأفحمت الذين أو التى اعتبرت ارتداء الجلابية رجعية وعدم مسايرة التحضر، الذى اختزلته فى بنطلون وقميص أو بدلة، واستبعدت الجلابية.

الدفاع عن الجلابية ليس تعصباً لتقاليد لن تتخلى عنها ولن تتوارى خجلاً من جام الغضب الذى حاول البعض صبه عليها، ولكنه دفاع عن رمز الهوية الثقافية والتراث والتقاليد المرتبطة بالتاريخ، هذه الهوية التى لا يعرفها «المتفرنجون» الذين يتباهون باللباس الخواجاتى تعزز الشعور بالوحدة والانتماء وتعبر عن البساطة والأناقة ويعكس

ارتداء الجلابية الالتزام بالتقاليد والقيم وتم استخدامها لعقود ما جعلها ذات قيمة تاريخية عميقة تعبر عن أصالة اللباس، وأنا شخصياً ارتبطت بالجلابية منذ أن ارتديتها طفلاً وذهبت بها إلى المدرسة الابتدائية واصطحبتها معى إلى المرحلة الجامعية لارتدائها فى السكن، ثم خلال إجازتى من الخدمة العسكرية، وحالياً ارتدى الجلابية فى المنزل، وأصطحبها فى حقيبتى عندما أْود الذهاب إلى الجذور فى الصعيد، وأحتفظ بأعداد كبيرة من مختلف أنواع الجلاليب فى منزلى بقرية المراشدة بقنا.

مزاجى ليس الجلاليب، ارتديت كل أنواع الجلاليب، أدناها وأعلاها سعراً منها: القنطرة، الكستور، الصوف، القطن، والدبلان، وارتديتها بلدى بقفطان، وأفرنجى باللياقة، وجلست أياماً عند الخياط فى انتظار تفصيلها، وكانت مدة خياطة الجلابية أو مدة الانتظار تستغرق شهراً كاملاً فى فترة الأعياد، سواء فى رمضان أو الأضحى، وكان لجلابية العيد مذاقاً خاصاً لا يشعر به إلا من كانت له تقاليد يحافظ عليها.

طوبى للصعيد وأهله، وسلاماً على رمزه وجلبابه، ولنا الفخر أن الملك مينا «موّحد القطرين» أى الصعيد والوجه البحرى، خرج من مدينة طيبة «الأقصر حالياً» والتى تمتلك ثلث آثار العالم، وكان من نتائج عمل هذا الملك الصعيدى تأسيس أول دولة مركزية فى مصر، وتشكيل حكومة قوية، وتأمين حدود البلاد من الأعداء، وبناء عاصمة منف الجديدة، وتكوين جيش قوى لحماية حدود البلاد.

جربوا ارتداء الجلابية تشعروا بالراحة ويزدد عندكم هرمون الأصالة والكرم والكبرياء والانتماء والبعد عن العنصرية الفجة التى يجب أن تتصدى لها جميعاً ووأدها، فالتنوع مطلوب حتى فى المظهر الخارجى والاختلاف أيضاً ظاهرة صحية.