اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت واﻟﻜﻮﻟﻴﺮا ﺗﻀﺮب اﻟﺴﻮدان

موسم الخريف يجتاح الولايات ويقطع الكهرباء
أعلنت السلطات السودانية اليوم مصرع العشرات بسبب السيول والأمطار التى اجتاحت ولايتى نهر النيل وسنار، ما أدى إلى انهيار مئات المنازل وتضرر آلاف السكان. ويعرف فصل الخريف فى السودان، الذى يمتد من يونيو حتى أكتوبر، بأنه موسم الأمطار الغزيرة، حيث يواجه السودان سنويًا فيضانات واسعة النطاق تؤثر على حياة مواطنيه.
وشهدت عدة ولايات سودانية خلال الساعات الماضية موجة عنيفة من الأمطار الغزيرة والسيول، تسببت فى أضرار واسعة النطاق طالت البنية التحتية والممتلكات، وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائى عن أجزاء من ولايتى نهر النيل والبحر الأحمر، وذلك وسط تحذيرات من استمرار تدهور الأوضاع فى المناطق المتأثرة.
واجتاحت الأمطار مناطق واسعة من العاصمة السودانية الخرطوم ونهر النيل وسنار، و أجزاء من الولاية الشمالية، فيما شهدت مناطق شمال كسلا فيضانات نتيجة ارتفاع منسوب نهر القاش، ما أدى إلى محاصرة قرى بمحليات قلع النحل والقلابات الغربية بولاية القضارف، إلى جانب مدينة أم دخن بوسط دارفور وقرى قرب أم كدادة فى شمال دارفور.
كما سجلت الصحة السودانية، ١٢١٠ إصابات جديدة بالكوليرا، بينها ٣٦ وفاة خلال أسبوع، ما يرفع عدد الإصابات إلى ١٠٢ ألف و٨٣١، بينها ٢٥٦١ وفاة منذ بدء الوباء فى أغسطس 2024.
ورسمت منظمة الصحة العالمية مشهدًا إنسانيًا قاتمًا بسبب انتشار وباء الكوليرا بين السودان وجنوب السودان وتشاد. حيث بلغت الأرقام مؤشرًا خطيرًا، خاصة مع استمرار الحرب بضراوة فى دارفور، إحدى البؤر الكبرى.
وأكدت منظمة الهجرة الدولية نزوح 1070 شخصًا فى ولاية نهر النيل شمال السودان نتيجة للأمطار الغزيرة والسيول التى اجتاحت المنطقة. وقد تضررت العديد من القرى جراء هذه الكارثة الطبيعية، ما أدى إلى انهيار 619 منزلًا بشكل كلى وجزئى.
أوضح بيان صادر عن المنظمة الدولية، أن الأمطار والسيول أثرت بشكل رئيسى على القرى مثل الزيداب السلامة والكتياب والشعديناب وأبوسليم.
وتتزامن هذه الكوارث الطبيعية مع الأوضاع الصعبة التى يعيشها السودانيون جراء الحرب المستمرة بين الجيش وميليشيا الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، والتى خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ.
تظهر الأرقام التى قدمتها الأمم المتحدة والسلطات المحلية أن الوضع الإنسانى فى السودان يتدهور بشكل متزايد، حيث تقدر بعض الأبحاث الأمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا، ما يعكس حجم الكارثة التى يعانى منها الشعب السودانى.