استياء في الزمالك من تصريحات فيريرا الصحفية بشأن الجزيري.. والإدارة تتمسك بسرية غرفة الملابس
سادت حالة من الغضب داخل نادي الزمالك في الساعات الأخيرة تجاه تصريحات البلجيكي يانيك فيريرا، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم، بعد تعليقه إعلاميًا على أزمة المهاجم التونسي سيف الدين الجزيري.
وكان المدرب أبدى استياءه من تصرفات اللاعب قبل مواجهة فاركو الأخيرة في الدوري الممتاز، وهو ما اعتبرته الإدارة خروجًا عن النهج الجديد الذي يسعى النادي لتطبيقه في التعامل مع الأزمات الداخلية.
تفاصيل الأزمة:
القصة بدأت عندما أبدى الجزيري اعتراضه على بعض الأمور الفنية خلال التدريبات التي سبقت لقاء فاركو، ما دفع الجهاز الفني إلى استبعاده من المران لأسباب وصفت بأنها "سلوكيات غير منضبطة". ورغم محاولات التهدئة داخل النادي، فإن تصريحات فيريرا الأخيرة فتحت الباب أمام جدل واسع بعدما تحدث بشكل علني عن تفاصيل ما حدث، مؤكداً عدم رضاه عن تصرفات المهاجم التونسي.
سياسة جديدة في القلعة البيضاء:
إدارة الزمالك اعتبرت أن ما فعله المدرب البلجيكي يتعارض مع التوجه الجديد الذي تبنته أخيراً، والذي يقوم على الابتعاد تماماً عن كشف العقوبات أو الأزمات الداخلية لوسائل الإعلام، سواء في المؤتمرات الصحفية أو في أي لقاءات إعلامية. ووفقاً للمسؤولين، فإن المؤتمر الصحفي يجب أن يقتصر فقط على مناقشة الجوانب الفنية الخاصة بالمباريات، دون التطرق إلى أي أمور تأديبية تخص اللاعبين.
تصريحات مدير الكرة:
عبدالناصر محمد، مدير الكرة بنادي الزمالك، أكد في تصريحات إعلامية سابقة، أن الإدارة تسعى حاليًا لإغلاق "غرفة الملابس" أمام الإعلام. وقال: "غرفة ملابس الزمالك كانت مباحة للإعلام خلال السنوات الماضية، وهو ما أدى إلى خروج العديد من الأسرار. الآن نحاول السيطرة على هذا الأمر، ومنع تسريب أي نقاشات أو عقوبات أو تفاصيل داخلية إلى وسائل الإعلام، حفاظاً على استقرار الفريق".
وشدد مدير الكرة على أن الهدف الأساسي من هذه السياسة هو حماية اللاعبين والجهاز الفني من الجدل غير المفيد، والتركيز فقط على الجانب الفني والمباريات الرسمية، خصوصاً في ظل الضغوط الكبيرة التي يواجهها الفريق في الموسم الحالي.
ردود الأفعال داخل النادي:
الغضب لم يقتصر على الإدارة فقط، بل امتد إلى بعض أعضاء الجهاز المعاون الذين اعتبروا أن تصريحات فيريرا كان يمكن تجنبها، خاصة أن النادي يعمل حالياً على فرض حالة من الانضباط والالتزام. ويرى هؤلاء أن كشف تفاصيل الخلافات الداخلية أمام الإعلام يمنح الفرصة للانتقادات ويؤثر على وحدة الفريق.
في المقابل، دافع آخرون عن فيريرا باعتباره مدرباً صريحاً اعتاد على الحديث بوضوح، مؤكدين أن تصريحاته لم تحمل إساءة مباشرة بل كانت محاولة لتوضيح سبب استبعاد الجزيري من حساباته.
مستقبل الجزيري مع الفريق:
وعلى الأزمة الأخيرة، يبدو أن هناك اتجاهًا لإبعاد فيريرا المهاجم التونسي من حساباته، خصوصًا أن الفريق لم يعتمد عليه بشكل كبير في الخط الهجومي الآونة الأخيرة ومع توتر العلاقة مع المدير الفني.
نحو مرحلة جديدة:
يبدو إدارة الزمالك مصممة على المضي قدمًا في سياستها الجديدة القائمة على السرية والانضباط، باعتبارها خطوة ضرورية لاستعادة الاستقرار داخل الفريق. فبعد سنوات من الاضطراب وتسريب الأزمات، تريد القلعة البيضاء أن تنقل صورة مختلفة للجماهير والإعلام، حيث تكون غرفة الملابس منطقة محصنة لا يخرج منها سوى ما يخدم مصلحة الفريق.
ومع استمرار الموسم وضغط المباريات، يبقى التحدي الأكبر أمام فيريرا وجهازه الفني هو الموازنة بين الصراحة الإعلامية والالتزام بسياسة النادي، بما يضمن الحفاظ على هدوء الفريق واستقراره الفني والنفسي.