كأنك تراه.. ملامح الرسول كما وصفه الصحابة والتابعون

مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، يزداد شوق المسلمين لمعرفة أوصاف نبيهم المصطفى ﷺ، الذي جمع بين كمال الخَلق والخُلق.
وقد نقل الصحابة الكرام رضي الله عنهم أوصافًا دقيقة لهيئته الشريفة، فصار المسلمون يتوارثونها جيلاً بعد جيل، حتى كأنك تراه رأي العين.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال في وصف رسول الله ﷺ: «كان أبيض مشربًا بحُمرة، ضخم الهامة، أغر، أبلج، أهدب الأشفار» [رواه البيهقي].
وبيّن جمعة أن "أبيض مشربًا بحُمرة" أي أن بياض بشرته كان ممتزجًا بحُمرة محببة تزيده إشراقًا، وأن "ضخم الهامة" تعني عظيم الرأس، وهو وصف محمود لأنه أدعى للإدراك وكمال العقل، أما "أغر" فهي بمعنى صبيح مضيء الوجه، و"أبلج" أي منير مشرق، و"أهدب الأشفار" أي طويل الرموش حسن العينين.
ملامح الجمال النبوي في الروايات الصحيحة
1. حُسن النبي ﷺ:
كان رسول الله ﷺ أجمل الناس وجهًا وأحسنهم خُلقًا. لم يكن بالطويل الفارع ولا بالقصير البائن، وإذا سُر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر مضيء. (رواه البخاري ومسلم).
2. لون بشرته ﷺ:
كان لونه أبيض أزهر، أي أبيض صافٍ يخالطه حُمرة، وهو الوصف الذي أجمع عليه أصحابه. (رواه البخاري ومسلم).
3. وجهه ﷺ:
شبهه الصحابة بالقمر في ليلة البدر، يضيء ويتلألأ، وكان مستديرًا مشرقًا. (رواه مسلم).
4. عيناه ﷺ:
كانت عيناه واسعتين سوداويين شديدتي السواد، مع بياض صافي فيهما حمرة يسيرة، وأهدب الأشفار، مما يزيدهما جمالًا ووقارًا. (رواه الترمذي وأحمد).
5. أشفاره ورموشه ﷺ:
كانت طويلة جميلة، تزيد العينين جمالًا وهيبة.
6. فمه ﷺ:
كان واسعًا متناسقًا، يوصف بأنه "ضليع الفم"، أي عظيم الفم، وكان كلامه يخرج بليغًا واضحًا. (رواه مسلم).
7. أسنانه ﷺ:
كانت بيضاء نقية، رقيقة جميلة، متفرقة قليلاً في مقدمها بما يزيدها جمالًا، فإذا تكلم بدا كأن النور يخرج من ثناياه. (رواه الترمذي).
8. أنفه ﷺ:
كان أقنى الأنف، أي دقيقًا مع ارتفاع حسن، يعلوه نور يزيد ملامحه إشراقًا. (رواه الترمذي).
9. خداه ﷺ:
كانا أبيضين فيهما حمرة، سهلين ناعمين بلا غلظة، مما يزيد وجهه جمالًا ورقة. (رواه الترمذي).
10. جبهته ﷺ:
كانت واسعة نيرة كأن الشمس تجري فيها، تزيد ملامحه مهابة وجلالًا. (رواه الترمذي).
إشراقة النور المحمدي
لم يكن الجمال النبوي مقتصرًا على الملامح، بل كان ممتزجًا بالهيبة والأنس معًا، فمن رآه هابه، ومن خالطه أحبه، حتى وصفه الصحابة بأنه إذا تكلم بدا كالنور يسطع من بين ثناياه، وإذا تبسم أضاء مجلسه كالقمر ليلة البدر.
وبهذا يبقى وصف الصحابة والتابعين للرسول ﷺ نافذة يرى منها المسلمون نبيهم، فيزدادون محبةً له، وحرصًا على اتباع سنته، حتى يتحقق فيهم قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: 21].