من أغسطس حتى مارس.. الصحة تحذر من الفيروسات التنفسية بسبب تغير الفصول

قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، إن أعراضا مثل تكسير الجسم، آلام العظام، الجيوب الأنفية، والصداع التي يشعر بها البعض خلال هذه الأيام، قد لا تكون مجرد دور برد عادي، بل من الممكن أن تكون إصابة فيروسية تنفسية، خاصة مع دخولنا في أشهر تشهد عادة زيادة في انتشار هذه الفيروسات.
ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروسات التنفسية
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج "الساعة 6" على قناة الحياة، أن الفترة الممتدة من أغسطس وحتى مارس من كل عام تشهد ارتفاعًا في معدلات الإصابة بالفيروسات التنفسية، نتيجة التقلبات الجوية، وبداية موسم الخريف، بالإضافة إلى العودة إلى المدارس، وما يصاحبها من اختلاط وزيادة فرص انتقال العدوى.
وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة إلى أن أحد العوامل المؤثرة على انتشار هذه الأعراض هو التعرض المفرط لأجهزة التكييف والمراوح، ما يؤدي إلى إضعاف المناعة، إلى جانب نقص شرب المياه وعدم الحصول على الترطيب الكافي، ما يؤثر على قدرة الجسم في مقاومة العدوى.
وأكد عبد الغفار أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية بشكل عشوائي يُعد من أكثر العوامل التي تُضعف مناعة الجسم وتزيد من مقاومة البكتيريا للعلاج، مشددًا على أهمية استشارة الطبيب قبل تناول أي علاج، وعدم الاعتماد على التشخيص الذاتي أو العلاجات التقليدية في حالات الأعراض الشديدة أو المستمرة.
في تطور علمي يثير القلق، توصلت دراسة جديدة إلى أن العدوى التنفسية، مثل فيروس كوفيد-19 والإنفلونزا، يمكنها أن توقظ خلايا السرطان "النائمة" في الجسم وتؤدي إلى إعادة انتشار المرض، حتى لدى أولئك الذين يعتقد أنهم تعافوا منه.
وأضافت الدراسة التي نشرتها مجلة نيتشر بعداً جديداً إلى فهم العلاقة بين الفيروسات والسرطان، مشيرة إلى أن الجهاز المناعي حين يواجه عدوى تنفسية، قد يُحفز بشكل غير متوقع خلايا سرطانية كانت في حالة خمول.
خلايا السرطان تستيقظ مع العدوى
التجارب التي أجريت على فئران مصابة بالسرطان أظهرت أن الإصابة بكوفيد أو الإنفلونزا أدت إلى انتشار سريع للخلايا السرطانية في الرئتين خلال أيام، وظهور أورام نقيليّة في غضون أسبوعين. وكشفت الدراسة أن البروتين المناعي "إنترلوكين 6" (IL-6) يلعب دوراً مركزياً في هذا النشاط المفاجئ للخلايا السرطانية، حيث يفرز أثناء الاستجابة المناعية ويعمل كمحفز لنمو تلك الخلايا.
التجارب السريرية تؤكد: يس الأمر محصورًا بالحيوانات
ورغم أن الدراسة بدأت على الفئران، إلا أن الباحثين وسّعوا نطاقهم لتحليل بيانات بشرية.
ومن خلال مراجعة سجلات بيولوجية في المملكة المتحدة وأمريكا، وُجد أن مرضى السرطان الذين أصيبوا بكوفيد-19 قبل توفر اللقاحات واجهوا خطرًا مضاعفًا للوفاة بسبب السرطان مقارنةً بمرضى لم يُصابوا بالفيروس.
وشملت إحدى الدراسات ناجيات من سرطان الثدي، وأظهرت أن خطر تطور نقائل في الرئتين كان أعلى بنسبة 50% بين من أصبن بكوفيد.
تحذير للمتعافين من السرطان
الدراسة توجّه إنذاراً واضحاً للناجين من السرطان، مفاده أن الجهاز المناعي الذي يُفترض أن يحميهم من الأمراض، يمكن أن يتحول، تحت ضغط عدوى فيروسية، إلى عامل يعيد إشعال المرض الذي ظنوا أنهم تجاوزوه.
ويشبّه الباحثون هذه الحالة بجمر خافت في نار خمدت، يعيد اشتعاله تيار هواء قوي، وهو الدور الذي تلعبه الفيروسات في هذه الظاهرة.