إعدام ربة منزل وعشيقها بتهمة قتل الزوج خنقًا بأسيوط

في مشهد لم يخلُ من مشاعر مختلطة بين العدالة والصدمة، أسدلت محكمة جنايات أسيوط الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها مركز ديروط، بعد أن قضت بإعدام ربة منزل تُدعى عبير عبدالعال، وعشيقها سائق التوك توك محمد صبحي، شنقًا حتى الموت، وذلك عقب إدانتهما بقتل زوجها خنقًا أثناء نومه داخل منزله، انتقامًا منه بعد أن علمت الزوجة بزواجه من أخرى أثناء وجوده في دولة الكويت.
وتضمن منطوق الحكم الصادر من الدائرة التاسعة بمحكمة جنايات أسيوط، برئاسة المستشار محمد حسام حمزة، وعضوية المستشارين عبد المعز محمد بكري، ومعاذ محمود حسن، وبأمانة سر بخيت شحاتة وطارق فارس، توقيع أقصى عقوبة مقررة قانونًا على المتهمين بعد ثبوت الجريمة بالأدلة والاعترافات، في قضية اهتز لها الرأي العام داخل المحافظة وخارجها.
بلاغ .. وجثة تحمل آثار عنف
تعود بداية القصة إلى صيف 2024، حين تلقى مركز شرطة ديروط بلاغًا من مستشفى ديروط المركزي يفيد بوصول جثمان المدعو علي محمد، 40 عامًا، ويعمل بالخارج، جثة هامدة وقد ظهرت على جسده إصابات واضحة تشير إلى وجود شبهة جنائية، شملت كدمات بالرأس والجانب الأيسر وسحجات متفرقة بالصدر والذراعين وجروح بالأنف.
الأمر لم يكن بحاجة إلى كثير من الوقت ليدرك رجال المباحث أن وراء الحادث جريمة قتل متعمدة، خاصة بعد ورود تقرير الطبيب الشرعي الذي أكد وجود آثار خنق واستخدام مادة منومة تم تناولها قبل الوفاة مباشرة.
الزوجة والعشيق .. قصة خيانة ومؤامرة قتل
كشفت التحريات التي أجراها معاون مباحث ديروط النقاب عن مفاجأة صادمة، وهي أن الجاني ليس غريبًا، بل قريب من الضحية حد القرابة الزوجية؛ حيث تبين أن المتورطة الرئيسية في الجريمة هي زوجته عبير عبدالعال، 32 عامًا، والتي ارتبطت بعلاقة غير شرعية مع سائق توك توك يُدعى محمد صبحي، كان يتردد على المنزل بشكل دائم لتوصيل أطفالها.
العلاقة بين عبير ومحمد بدأت برسائل هاتفية ومكالمات، ثم تحولت إلى لقاءات متكررة داخل المنزل مستغلين غياب الزوج في عمله بدولة الكويت. ووفقًا لما جاء في التحقيقات، فقد وعدت عبير عشيقها بالزواج فور التخلص من الزوج، بل وأغوته بالمال والمشاعر حتى أقنعته بتنفيذ الجريمة.
عقار منوم وخنق حتى الموت
نفذ المتهمان خطتهما الشيطانية بخبث شديد. اشترى محمد صبحي عقارًا منومًا بناءً على طلب عبير، التي قامت بدسّه في كوب عصير قدمته لزوجها فور عودته إلى المنزل. وبعد أن استغرق في النوم، استدعت العشيق إلى الشقة، وهناك داخل غرفة النوم بدأ التنفيذ. حاول الزوج مقاومة الخنق، لكن دون جدوى، فقد تضافرت قوة الاثنين عليه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
اعترافات صادمة أمام النيابة
لم تصمد عبير طويلًا أمام أسئلة المحققين، فانهارت واعترفت تفصيليًا بما حدث، موضحة أن خلافات دبت بينها وبين زوجها عقب علمها بزواجه من امرأة أخرى في الكويت وإنجابه طفلًا منها، وهو ما دفعها للتفكير في التخلص منه والارتباط بعشيقها.
أكدت في أقوالها أنها تزوجت من علي محمد عام 2014، وعاشا معًا سنوات قبل أن يسافر إلى الخارج للعمل. ومع مرور الوقت، تطورت علاقتها بمحمد صبحي، ووجدت فيه البديل الذي دعمها معنويًا، وقررت أن يبدأا حياة جديدة معًا بعد تنفيذ الجريمة.
العدالة تأخذ مجراها
أحالت النيابة العامة المتهمين إلى محكمة الجنايات بعد استيفاء التحقيقات وتوثيق الأدلة والاعترافات، وبعد جلسات استماع مطولة وشهادات الشهود، جاء الحكم النهائي بإعدام عبير عبدالعال ومحمد صبحي شنقًا حتى الموت في القضية رقم 17971 لسنة 2024 جنايات ديروط، ليكون رادعًا لكل من تسول له نفسه انتهاك قدسية العلاقة الزوجية والتخطيط لجريمة قتل على خلفية الخيانة والطمع.