حلم النهاية السعيدة.. سواريز يريد إسدال الستار على مشواره في الملاعب بجوار ميسي

أعاد المهاجم الأوروجوياني المخضرم لويس سواريز الجدل من جديد حول مستقبله الكروي، بعدما كشف عن رغبته الكبيرة في إنهاء مسيرته إلى جانب صديقه المقرب وزميله التاريخي ليونيل ميسي، في مشهد سيكون ختامًا مثاليًا لرحلة طويلة جمعتهما داخل المستطيل الأخضر.
وقال سواريز في تصريحات صحفية: "لطالما ناقشت مع ليو فكرة الاعتزال معًا، لقد كانت بيننا أحاديث متكررة على مدى سنوات طويلة، وقد تتاح لنا الفرصة لتحقيق ذلك قريبًا." وأضاف: "ما يميز الأمر هو أن مشاعرنا متطابقة، نحن نعرف قيمة بعضنا البعض داخل وخارج الملعب، وسنكون سعداء إذا تمكنا من إنهاء المشوار جنبًا إلى جنب."
علاقة استثنائية
سواريز وميسي جمعتهما صداقة قوية منذ أن لعبا سويًا في برشلونة، حيث شكلا مع نيمار دا سيلفا الثلاثي المرعب المعروف بـ"MSN" الذي حطم الأرقام القياسية وقاد الفريق الكتالوني إلى ألقاب محلية وقارية. وبعد أن فرّقت بينهما المسارات الاحترافية، عاد الثنائي للالتقاء مجددًا عبر بوابة إنتر ميامي الأمريكي، النادي الذي تحول خلال الفترة الأخيرة إلى نقطة جذب لأبرز نجوم اللعبة.
وجود ميسي وسواريز في نفس الفريق أضفى بريقًا خاصًا على الدوري الأمريكي، وزاد من الشعبية العالمية لإنتر ميامي، الذي يسعى بدوره لأن يكون واجهة بارزة لكرة القدم في الولايات المتحدة.
ومع اقتراب النجمين من المراحل الأخيرة في مسيرتهما، بدأت فكرة الاعتزال المشترك تفرض نفسها بقوة.
إنتر ميامي في الواجهة
وخلال الأسابيع الأخيرة، ظهر إنتر ميامي في بطولة كأس العالم للأندية ، حيث أوقعته القرعة في مواجهة مثيرة أمام الأهلي المصري بطل إفريقيا، ضمن المباراة الافتتاحية للبطولة. اللقاء انتهى بالتعادل السلبي دون أهداف ، قبل أن يتمكن ممثل الولايات المتحدة من التأهل رغم البداية المتعثر، إلا أن مشوار إنتر ميامي توقف عند الدور التالي بعد الخسارة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، في مواجهة أكدت الفوارق الكبيرة بين التجربة الأمريكية الحديثة وأحد أعرق أندية أوروبا.
تلك المشاركة وضعت إنتر ميامي تحت الأضواء العالمية، ورسخت مكانته كفريق قادر على المنافسة مع الكبار، خصوصًا مع وجود أسماء لامعة في صفوفه على غرار ميسي وسواريز وسيرجيو بوسكيتس.
حلم الاعتزال المشترك
بالعودة إلى تصريحات سواريز، فإن فكرة الاعتزال بجوار ميسي لا تبدو مجرد كلام عابر، بل مشروع جاد يعكس عمق العلاقة التي تجمع النجمين. فهما يدركان أن المشهد الأخير لمسيرتهما سيبقى عالقًا في أذهان الجماهير، خاصة إذا جاء في فريق واحد.
الجماهير من جانبها أبدت تفاعلًا واسعًا مع تصريحات سواريز، حيث اعتبر كثيرون أن اعتزال النجمين في إنتر ميامي أو أي نادٍ آخر سيكون حدثًا استثنائيًا في تاريخ كرة القدم. فالأمر لا يتعلق فقط بنهاية مشوار لاعبين عاديين، بل بأسطورتين تركتا بصمة هائلة في كل الملاعب التي لعبا فيها.
المستقبل بيد الإدارة
ويبقى السؤال الأهم: هل ينجح إنتر ميامي في تهيئة الأجواء المناسبة ليكون المحطة الأخيرة لكلا النجمين؟ أم أن الظروف قد تدفع أحدهما إلى اتخاذ قرار مختلف؟ ما هو مؤكد أن ميسي وسواريز يريدان أن يسدل الستار على مسيرتهما بطريقة تليق بحجم الإنجازات والعلاقة التي جمعت بينهما.