قطوف
صمت الطريق

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"

أسافر نحوك
أطوي إليك دروب المحال
وأنت هناك
وبيني وبينك لو تعلمين
جراح تنز
وواد سحيق من الذكريات
تطاردني في احتدام النوى
ويصحو النداء على دمعتي
فأخرج منها
لعلي أراك
وحين أجئ
أمارس بعض طقوس الوداع
وأخلع عني جميع الوجوه
وألبس وجهي
لعلي أراك
وأنعي إليك وريد المسافة
جسر التناجي بيني وبينك
أسقط شجوا جريئا
يئن على ضفتيك
وأخرج مني
لعلي أراك
أجيئ إليك
ويزهر في ناظري المساء
وتفرح بي حشرجات البقاء
متى ترجعين ؟
ويسطع دفء حضورك في
تداوين بالهمس
نبضي الأسير
متى يمحي
ظل صمتك مني ؟
أظل أنادي
فتأتين فجرا
توشح خوف السنين
وبين يديك
أرى ضحكتين
وبعض الأماني
تبوح لبعض
وشيئا هناك
يجوب المدى
ومن لي بصوتك… لو تسمعين
لأخرج منه
وأدخل نفسي
وأبقى وحيدا
كأني ابتدأت
كأني انتهيت
وتبقين في الروح
طعم الطريق
وصمت الطريق