رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

هل يُعقل أن يظل مستقبل أبنائنا مرهونًا بيوم واحد، وساعات قليلة من الامتحان، تُقرر مصير العمر كله؟! لقد عاش المجتمع المصرى سنوات طويلة تحت سطوة ما يُسمى «الثانوية العامة»، وكأنها وحش يلتهم الأعمار والأحلام. لكن اليوم، تتبدّل الصورة، ونشهد ميلاد «البكالوريا الجديدة» التى تفتح بابًا واسعًا للحرية والاختيار، وتمنح أبناءنا أكثر من فرصة، وأكثر من طريق.
الوعى يتغير… والقلوب تهدأ
المشهد الآن مختلف. الأسر المصرية بدأت تتنفس الصعداء. لم يعد البيت ساحة حرب وقت الامتحانات، ولم يعد الطالب أسير «اليوم الموعود» الذى يحدد كل شىء. بدلاً من ذلك، أصبح الحديث عن فرص متعددة، وامتحانات تعكس الفهم والقدرة الحقيقية، لا مجرد الحفظ والتلقين. أصبحنا نسمع آباءً وأمهات يقولون: «المهم ابنى يختار اللى بيحبه»، وطلابًا يتحدثون بثقة عن طموحاتهم. إنها نقلة فى التفكير قبل أن تكون نقلة فى القوانين.
من الضغط إلى الإبداع
النظام الجديد لا يضع أبناءنا جميعًا فى قالب واحد. فالطالب الذى يبرع فى الرياضيات سيجد مساره، والذى يهوى التكنولوجيا أو الفنون لن يُقصى، ومن يمتلك موهبة عملية سيُفتح له الباب. لقد آن الأوان لندرك أن المجتمع لا ينهض بالأطباء والمهندسين وحدهم، بل يحتاج إلى المبدع والفنان، والباحث والمبتكر، والحِرفى الماهر، وكل صاحب موهبة أو خبرة. فكل مهنة لبنة فى بناء الوطن.
ثورة فى طريقة التفكير
القوانين قد تتغير، والمناهج قد تُعدّل، لكن الأجمل هو هذه الثورة الصامتة فى عقول الأسر المصرية. لأول مرة، نجد أهلًا يشجعون أبناءهم على أن يختاروا ما يحبونه، لا ما يفرضه المجتمع أو يقترحه «المجموع». إنها ثورة تقول بوضوح: دعوا أبناءنا يرسمون مستقبلهم بأيديهم.
فلسفة حياة جديدة
البكالوريا ليست مجرد شهادة دراسية. إنها فلسفة جديدة تؤمن بأن الطالب ليس آلة لحل الأسئلة، بل إنسان كامل: يخطئ ويتعلم، يجرّب ويختار، يبحث ويبدع. إنها فلسفة تضع التعليم فى خدمة الموهبة، لا الموهبة فى قفص التعليم.
بداية لعصر جديد
اليوم نصنع جيلاً مختلفًا، جيلًا أكثر ثقة بنفسه، أكثر حبًا للعلم، وأكثر استعدادًا لمواجهة الغد. لقد انتهى زمن الرهبة والضغط، وبدأ زمن الوعى والاختيار.
البكالوريا الجديدة ليست ورقة امتحان، بل هى مفتاح الحرية لجيل كامل، وجسر نحو مستقبل أرحب.

الخبير التربوى