عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الزاد

العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية ليست علاقة عابرة أو موقوتة بظروف سياسية أو اقتصادية، بل هي علاقة ضاربة في جذور التاريخ، أعمق من أن تُختزل في ملفات تعاون أو مصالح تجارية. إنها علاقة لا تُقاس بمؤشرات اقتصادية أو بيانات سياسية، وإنما بمكانتها الراسخة في وجدان الشعوب، وبحضورها في الذاكرة والضمير . إنها علاقة دين ولغة ونسب، علاقة هوية ومصير، علاقة تجعل من الشعبين الكبيرين جسدًا واحدًا إذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى.
من يقرأ التاريخ جيدًا سيدرك أن الروابط بين البلدين تشكلت بعيدًا عن لغة المصالح، وأنها امتداد طبيعي لعلاقات تاريخية عميقة تقوم على الروابط الأخوية والمصير المشترك. هذه الثنائية التاريخية جعلت العلاقة بين القاهرة والرياض محكومة     برباط لا تهزه الرياح 
وحين تظهر على السطح بعض المشاحنات أو الملاسنات بين مواطنين من هنا أو هناك، لا أراها سوى خلافات عابرة تحدث داخل البيت الواحد. فالبيوت الكبيرة – مثل الشعوب الكبيرة – قد تشهد بين حين وآخر آراء متباينة، لكنها لا تنال من الأصل ولا تجرؤ على كسر الروابط. بل على العكس، هذه الخلافات العابرة تكشف متانة الجذر الذي لا تهزه رياح.

إن مصر والسعودية، بحكم موقعهما وثقلهما، هما ركيزتان أساسيتان في معادلة الاستقرار العربي والإقليمي. وحين يتكامل العقل المصري مع القلب السعودي، تتشكل معادلة قوة لا تقف عند حدود الشعبين، بل تمتد لتشمل الأمة العربية كلها. هذه ليست مجرد شعارات، بل حقائق أكّدها التاريخ في لحظات فاصلة، وسيؤكدها المستقبل كلما احتاجت الأمة إلى من يحمل رايتها.
وإذا كان الماضي قد رسّخ هذه العلاقة المتينة، فإن المستقبل يفتح أمامها آفاقًا واسعة لمشروع حضاري عربي جامع، يقوم على تكامل الفكر والاقتصاد والثقافة، ويمنح للأمة العربية موقعًا يليق بها في عالم تتغير موازينه بسرعة. مصر والسعودية معًا تستطيعان أن تكونا القاطرة التي تقود المنطقة نحو نهضة جديدة، قوامها العلم والإبداع والإنسان، ووقودها الثقة المتبادلة والإيمان العميق بأننا شعب واحد يعيش في بيت واحد.
ومن هنا، فإن الوعي الشعبي هو الحصن الأول في مواجهة أي محاولة لزرع الفتن أو بث الشكوك. على شعوبنا أن تدرك أن قوتنا في وحدتنا، وأن ما يربط مصر والسعودية أكبر من كل الأصوات التي تحاول النيل من هذا الرباط المقدس. فالمستقبل لنا إذا تمسكنا بوعينا، ووضعنا أيدينا معًا على درب واحد لا تفرقه الفتن.