بعد استهداف السفارات.. المصريون بالخارج يطلقون مبادرة "وطنك أمانة" لدعم الدولة
أطلق قيادات العمل العام وأبناء الجاليات المصرية في مختلف دول العالم مبادرة وطنية تحت عنوان "وطنك أمانة"، وذلك في ظل المستجدات السياسية التي يشهدها الشرق الأوسط والعالم، وفي مواجهة الحملات المتصاعدة التي تستهدف الدولة المصرية عبر منصات إعلامية مضللة وجماعات منظمة تسعى للنيل من استقرار البلاد وتشويه صورتها في الخارج.
تأتي المبادرة في توقيت حساس يشهد توترًا متزايدًا بالمنطقة، خاصة مع تداعيات الأزمة في قطاع غزة وما ترتب عليها من محاولات بعض الأطراف تحميل مصر مسؤوليات غير منطقية أو اتهامات باطلة، في الوقت الذي تبذل فيه الدولة جهودًا كبيرة للحفاظ على أمنها القومي وحماية حدودها والمساهمة في تثبيت الاستقرار الإقليمي.
أكد القائمون على مبادرة "وطنك أمانة" أن الهدف منها هو التأكيد على أن مصر ستظل خط الدفاع الأول عن شعبها وعن المنطقة، وأن المصريين في الداخل والخارج على قلب رجل واحد في مواجهة حملات التشويه التي تُبث بشكل متعمد عبر بعض المنصات، وتتبناها جماعات فقدت شرعيتها الشعبية وتسعى لتعويضها عبر الهجوم المستمر على مؤسسات الدولة.
وأشار القائمون إلى أن المبادرة تعكس التزامًا أخلاقيًا ووطنيًا من أبناء مصر بالخارج، الذين يعتبرون أنفسهم جزءًا أصيلًا من معركة الوعي التي تخوضها الدولة المصرية ضد الأخبار الكاذبة والتأويلات المغرضة.
استهداف السفارات المصرية بالخارج
ومن أبرز التحديات التي رصدتها المبادرة، ما تقوم به بعض الجماعات المنظمة من محاولات متكررة لاستهداف السفارات والقنصليات المصرية بالخارج، عبر تنظيم وقفات وتحركات عدائية تهدف إلى إثارة الرأي العام وتشويه صورة مصر أمام المجتمعات المستضيفة.
وأكدت قيادات العمل العام أن هذه التحركات لم تعد خافية على أبناء الجاليات المصرية، الذين باتوا يدركون أبعادها وأهدافها السياسية الضيقة، معتبرين أن الرد الأقوى عليها هو الالتفاف حول الدولة المصرية، والتأكيد على أن صوت الجالية الحقيقي هو صوت الوطنية والانتماء وليس صوت الفوضى والتشويه.
ولفت البيان إلى أن المصريين بالخارج هم امتداد طبيعي للوطن، وأن وجودهم في مختلف العواصم العالمية يجب أن يُترجم إلى مواقف داعمة لمصر في المحافل الرسمية وغير الرسمية. فكل مصري بالخارج يمثل سفيرًا لوطنه، وصورته وسلوكه وتصريحاته تعكس حقيقة بلده أمام الآخرين.
وفي هذا السياق، دعت المبادرة أبناء الجاليات المصرية إلى مواجهة حملات الاستهداف بالوعي والتماسك، والحرص على نقل الصورة الصحيحة لما يجري في الداخل المصري، بعيدًا عن الشائعات التي تروجها بعض الكيانات التي فقدت صلتها بالمجتمع
وأعطت المبادرة اهتمامًا خاصًا بالشباب المصري بالخارج، معتبرة أنهم يشكلون طاقة كبيرة في معركة الدفاع عن صورة الوطن. وحثت الشباب على التعامل بوعي مع منصات التواصل الاجتماعي، وعدم الانسياق وراء الحملات التي تسعى إلى خلق فجوة بين المواطن ودولته، مشيرة إلى أن أحد أهداف المبادرة هو تعزيز الروح الوطنية لدى الأجيال الجديدةالتي وُلدت ونشأت خارج مصر، حتى تظل مرتبطة بالوطن الأم إدراكًا ووجدانًا.
وأكد مطلقو المبادرة أن شعار "وطنك أمانة" ليس مجرد كلمات، بل هو عهد يلتزمه كل مصري تجاه وطنه، أينما كان. فالوطن أمانة في الفكر والوجدان والسلوك، وهو أمانة في طريقة حديثنا عنه أمام الآخرين، وأمانة في تصدينا لأي محاولة لتشويهه أو التقليل من مكانته.
واختتمت قيادات العمل العام بالخارج بيانها بالتأكيد على أن المبادرة ستبقى مفتوحة أمام كل المصريين في مختلف القارات، وأنها دعوة صريحة للوقوف خلف الدولة المصرية في معركتها ضد حملات التشويه والاستهداف الممنهج.
كما وجهوا تحية تقدير واعتزاز للمؤسسات الوطنية المصرية على دورها في حماية الوطن وصون استقراره وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد. وأكدوا ثقتهم في أن مصر ستتجاوز هذه المرحلة كما تجاوزت ما سبقها، مستندة إلى وعي شعبها وصلابته، وإلى وحدة أبنائها في الداخل والخارج.
وبذلك، فإن مبادرة "وطنك أمانة" تمثل رسالة متجددة من المصريين بالخارج بأن مصر ستبقى دائمًا في قلوبهم، وأن الدفاع عنها مهمة لا تعرف حدودًا جغرافية أو سياسية، بل هي التزام أبدي يجمع كل أبناء الوطن.
