رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

الوداع الأخير.. مقتل سائق توك توك والعثور على جثته فى السلام

بوابة الوفد الإلكترونية

كعادته اليومية استيقظ الشاب «أحمد» مبكرًا للبحث عن «أكل العيش»، ودع الشاب أسرته بنظرات الأمل والتفاؤل، لم يكن يعلم أن هذه النظرة الأخيرة إلى الأبد، وأن خطواته تلك ستكون إلى المجهول لا إلى الشوارع التى اعتاد أن يطوف بها كسائق توك توك ساعياً وراء لقمة العيش الحلال.
استقل الشاب أحمد مركبته «التوك توك» التى يعمل عليها، يتجول بها فى الشوارع والأزقة بدائرة مسكنه بمنطقة مساكن النيل فى السلام، للبحث عن الركاب والزبائن لكسب الرزق الحلال، حتى يتمكن من توفير بضعة جنيهات يُلبى من خلالها ما يقدر عليه من متطلبات أسرته البسيطة من الطعام والشراب.
أحمد شاب بسيط مكافح يعمل بالحلال للحصول على قوت يومه، يخرج كل يوم لا يحمل سلاحًا ولا عداوة، فقط يحمل مفتاح «توك توك» وقلب مطمئن، يجوب الحوارى والشوارع بالتوك توك للبحث عن الرزق، وما أن ينتهى الشاب صاحب الـ 21 عاما، من يوم العمل الشاق يمسك بحصيلة اليوم وما جمعه من مال حصيلة شقاء طوال اليوم، ويعدهم ويقبض عليها بقبضة مُحكمة يخفيها وسط طيات ملابسه، خوفا من سرقتها أو ضياعها، وكيف وهى قٌوت الأسرة ومصدر دخلهم الوحيد.
لحظة غدر، تبدلت رحلة العمل اليومية إلى مشهد جنائى مروّع، ففى منطقة مساكن النيل دائرة قسم شرطة السلام التابعة لمحافظة القاهرة، عُثر على جثمان الشاب «أحمد»، سائق التوك توك، مقتولًا طعنًا، بعد أن جرى استدراجه من قبل متهمين سرقوا مركبته وألقوه جثة هامدة.
هذه المرة لم تكن كغيرها، لم يكن يوماً عادياً، بل كان يوماً كُتب فيه الألم بالدم، خرج «أحمد» دون عودة بعدما استوقفه شخصان وطلبا منه توصيلهم إلى مكان معين، وافق أحمد دون أن يدرك أنها الرحلة الأخيرة وسيفارق الحياة غدرا، استدراجه المتهمين، يراقب الجناة الطريق مبينين نيتهم الدنيئة فى التخلص من الشاب المسكين، عيناهما تستشيط غدرا وخيانة، يسير المجنى عليه فى طريقه بكل طمأنينة غير مبال بما يحاك له من إجرام، وما إن وصلوا إلى منطقة مظلمة حتى باغتا المجنى عليه ضربا وطعنا فأسقطاه قتيلا وسرقا التوك توك الخاص به وفرا هاربين.
لم يتمكن الشاب الضحية من الدفاع عن نفسه أمام بطش وغدر المتهمين الذين لم تشفع لدى قلوبهما بكاء وتوسل المجنى عليه «خدوا التوكتوك وكل حاجة وسبونى أعيش»، ولكنها كانت الكلمات الأخيرة سقط الشاب جثة هامدة بعد تلقى طعنات غادرة أودت بحياته وتركوه غارق فى دمائه وفروا هاربين.
حان وقت العودة للمنزل يشترى «أحمد» كما اعتاد الضروريات من متطلبات أهل بيته ويعود إليهم محملا بالحلوى والطعام كعادة كل يوم، فعودته إلى البيت بعد رحلة شاقة من التعب تُنسى وتُمحى التعب عند رؤية الفرحة فى عيون أسرته، ولكن هذه الليلة الظلماء حل الليل وانتظرت الأسرة عودة ابنهم، وبعد مرور وقت طويل على أمل العودة هرعوا، ينتابهم الفزع والخوف، يبحثون فى الشوارع والأزقة وكافة الأماكن التى يتردد عليها بحثا عن ابنهم، ولكن دون جدوى بأت كل محاولتهم بالفشل غاب أحمد وكأنه فص ملح وداب.
خابت كل محاولاتهم البحث عنه بالفشل، حررت الأسرة بلاغا فى قسم شرطة السلام، بتغيب نجلهم أحمد وسط ظروف غامضة، أجرت الأجهزة الأمنية تحرياتها المكثفة، حتى وردت بلاغ من الأهالى يفيد بالعثور على جثة شاب ملقى فى أحد الشوارع بمنطقة السلام، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن وبرفقتها سيارات الإسعاف إلى مكان الواقعة.
وبالفحص وإجراء التحريات تبين العثور على جثة شاب يعمل سائق توكتوك له ذات المواصفات لشاب كان قد بلغ بتغيبه منذ أيام، وتبين أن المجنى عليه خرج لممارسة عمله فاستوقفه شخصان وطلبا منه توصيلهما إلى مكان معين، وما إن وصلوا إلى منطقة مظلمة حتى باغتا المجنى عليه ضربا وطعنا فأسقطاه قتيلا وسرقا التوك توك الخاص به وفرا هاربين، تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
استدعت الأجهزة الأمنية أسرة الشاب المتغيب، انقطع الأمل الذى عاشت عليه الأسرة فى عودة «أحمد» سالما، وهنا كانت الطامة عند رؤيتهم لجثة ابنهم أحمد المتغيب أمام أعينهم، انهالت الأسرة فى البكاء والحزن والحسرة على فراق نجلهم وفلذة كبدهم، غير مصدقين ما ألم بهم وكأنهم فى كابوس ثقيل ولكنها الحقيقة المُرة فارق احمد الحياة غدرا، وطالبت أسرته بالقصاص من قتلة ابنهم الذين قتلوه غدرا.
وعقب الجهود الأمنية المكثفة تمكنت مباحث القاهرة من تحديد هوية الجناة والقاء القبض عليهم، من خلال فحص كاميرات المراقبة فى محيط موقع الحادث وخط سير التوك توك، أمرت جهات التحقيق حبس المتهمين مرتكبى الواقعة، وصرحت بدفن جثة المجنى عليه عقب الانتهاء من إعداد تقرير الصفة التشريحية، وكلفت المباحث الجنائية بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة.