مساجد جديدة تفتح أبوابها للمصلين.. الأوقاف تمضي في طريق "إعمار الروح والعمران"

في مشهد يعكس عمق العناية ببيوت الله، تواصل وزارة الأوقاف خطواتها الواسعة نحو إعادة إعمار المساجد في مختلف ربوع مصر.
فغدًا الجمعة، تُفتتح 15 مسجدًا جديدًا، بعضها مشيَّد لأول مرة، وبعضها الآخر خضع لعمليات إحلال وتجديد أو صيانة شاملة، ليحمل بين جدرانه عبق التاريخ في ثوب جديد.
هذه الافتتاحات المتتالية ليست مجرد إنجازات إنشائية؛ بل هي رسالة متجددة بأن المسجد يظل قلب المجتمع النابض، ومنارة تهدي الناس إلى قيم الإيمان والتماسك والوحدة.
100 مسجد في أقل من شهرين
منذ الأول من يوليو الماضي وحتى الآن، بلغ إجمالي ما افتتحته الوزارة 100 مسجد، منها 84 مسجدًا تم بناؤها أو تجديدها بالكامل، و16 مسجدًا خضعت لأعمال الصيانة والتطوير. هذه الأرقام وحدها تكشف عن حجم الجهد المبذول، لكنها تعكس أيضًا رؤية شاملة للدولة تجاه إعادة الاعتبار لبيوت الله.
إنفاق بالمليارات لإحياء رسالة المسجد
منذ عام 2014، تجاوز عدد المساجد التي أعيد إعمارها وصيانتها وفرشها 13,589 مسجدًا، بتكلفة وصلت إلى 23 مليارًا و432 مليون جنيه. وهو رقم يوضح أن الاستثمار في بيوت الله ليس إنفاقًا ماديًا فقط، بل هو استثمار في بناء إنسان متوازن، يجد في المسجد سكنًا للروح وطمأنينة للقلب.
تنوع جغرافي.. وعدالة في التوزيع
توزعت المساجد الجديدة على عدة محافظات، من الصعيد إلى الدلتا، ومن المدن الكبرى إلى القرى الصغيرة:
في الأقصر، يطل مسجد "معتز الصحابي" كمنارة جديدة في مدينة طيبة.
في الشرقية و الغربية، استعاد مسجدا "الرفاعيين الكبير" و"السادة الأربعين" رونقهما بعد التجديد.
في قنا و المنيا، أعيد بناء وصيانة عدد من المساجد التاريخية التي تحمل ذاكرة المجتمع القروي.
وفي السويس و الجيزة، جاء التطوير ليعيد الحيوية إلى بيوت الله في الأحياء الشعبية.
المسجد.. أكثر من جدران
تؤكد هذه الإنجازات أن اهتمام الدولة بالمساجد لا يتوقف عند الحجارة والزخارف، بل يمتد إلى تعميق دورها التنويري والتربوي، باعتبارها فضاءات جامعة، تلتقي فيها القلوب حول عبادة الله، وتُبنى فيها جسور التواصل بين أبناء المجتمع.
وبينما تتوزع مساجد مصر على طول البلاد وعرضها، يبقى الهدف واحدًا: أن يكون المسجد مأمنًا للروح، وعنوانًا للجمال العمراني، وحلقة وصل بين الماضي العريق والمستقبل الواعد.