رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الوحدات الصحية بسوهاج الداخل مفقود والخارج مولود

بوابة الوفد الإلكترونية

الوحدة الصحية من المفترض أنها الملاذ الأول والأخير للبسطاء من أبناء القرى خاصة فى المناطق البعيدة بعد أن ضاقت بهم السبل والأحوال المادية فهم لا يجدون سبيلاً لعلاج أطفالهم وذويهم إلا بالوحدة الصحية ولكن واقع الحال بالوحدات الصحية فى يقول عكس ذلك فهناك حالات مأساوية تشهدها القرى والمراكز بداية من نقص الأطباء وعدم توافر الأدوية وغياب الرقابة وتنتهي بوحدات أخرى متهالكة تسكنها الحيوانات أو مبانِ شاهقة لا تجد من يقوم بتشغيلها.
 

وتعاني الوحدات الصحية في معظم قرى محافظة سوهاج من مشاكل عديدة تتمثل غالبيتها فى نقص الأطباء وهروبهم من العمل بالوحدات الصحية  لعدم وجود حافز إثابة يكفيهم ونقص في التمريض والعمالة والأجهزة والمعدات الطبية وهناك وحدات صحية أصبحت مأوى للفئران والقطط والحيوانات الضالة التي استولت على غرف الأجهزة وأتلفت العديد منها بعد أن هجرها الأطباء واشتكى المرضى من وجود أجهزة وأدوات طبية جديدة وبحالة جيدة لكنها مكهنة بالمخازن ووجود أدوات طبية غير معقمة بعيادات الأسنان فى كثير من الوحدات الصحية ووجود أدوية منتهية الصلاحية ما يؤكد عدم وجود حملات رقابية ومتابعة على هذه الوحدات من قبل مديرية الصحة أو إدارة التفتيش الصيدلى بالمديرية.
 

وتسبب عدم توافر الأطباء فى تعطيل العديد من الوحدات الصحية فهناك وحدات تعمل لمدة يومين او ثلاثة حيث يتم ندب الطبيب للعمل فى أكثر من وحدة صحية الأمر الذى يدفع المرضى للجوء للمستشفيات المركزية كما ان هناك وحدات صحية لم يتم تشغيلها لعدم وجود تجهيزات طبية أو عمالة . 
 

قال حسن إسماعيل من أهالى قرية أولاد جبارة إن نقص الخدمات بالوحدة الصحية فى القرية يجبرهم على التوجه إلى العيادات الخاصة وتكبد نفقات ومصاريف زائدة للكشف على مرضاهم فى ظل ظروفهم المادية الصعبة لافتاً أنه فى حالة توافر طبيب بالوحدة الصحية يكون "امتياز" وغير متخصص لذا يكون غير قادر على الكشف بصورة دقيقة وطالب عدد من أهالى القرية محافظ سوهاج ومسؤولى مديرية الصحة بتوفير ما تحتاجه الوحدة الصحية من أدوات طبية ومعدات وأطباء مقيمين خاصة فى الباطنة والنساء والتوليد .
 

ومن قرية الرشايدة قال عصام جمال اخصائى اجتماعى أن دور الوحدة الصحية بالقرية يقتصر على التطعيم  واستخراج شهادة الميلاد أوالوفاة وبرغم الجهود المبذولة لتوفير الرعاية الصحية للمواطنين خاصة محدودى الدخل وأن الكثير من الوحدات الصحية بمحافظة سوهاج يقتصر عملها فقط على تطعيم الأطفال أو تنظيم الأسرة أو أنها مغلقة لأسباب خاصة بالقائمين عليها ويكون المواطن هو الضحية فيضطر للهروب منها إلى المستشفيات المركزية التي يطلق عليها الأهالى المثل القائل نصف العمى ولا العمى كله أو يضطر الى تحمل أعباء مادية كبيرة للذهاب إلى العيادات الخاصة.
 

وقالت إحدى العاملات بصيدلية وحدة صحية إن نقص الأدوية الأساسية مثل طعوم لدغ الثعبان والعقرب وخافضات الحرارة والمضادات الحيوية في الوحدة الصحية يؤثر بشكل كبير على المرضى خاصًة الأطفال مشيرة إلى أنه ساعات يأتي الطفل تعبان ونضطر لإسعافه بمسكن فقط.
 

وأضافت أن الأجهزة الطبية الموجودة في الوحدة الصحية قديمة ولا تعمل بكفاءة ما يحد من قدرتنا على تقديم خدمة طبية علاوة على أن غياب الطبيب الذي يأتي يوم أو يومين في الأسبوع يؤدي إلى تفاقم الحالات المرضية ما يشكل تهديدًا خطيرًا على صحة المواطنين ونوهت إلى ضرورة تحسين الدعم الطبي في الوحدات الصحية من خلال وجود طبيب متخصص وتأمين الأدوية والأجهزة الحديثة بشكل دوري .
 

وقال أحد أطباء الأسنان يعمل بوحدة صحية إن نقص الأدوات الطبية مثل مادة التخدير "البنج" الغير متواجد بصورة دائمة لاستخدامه في العمليات الجراحية الصغرى بالمستشفيات ومواد الحشو والأجهزة المتخصصة يشكل تحديًا كبيرًا في تقديم خدمات طب الأسنان داخل الوحدة موضحًا مافيش مواد حشو والأجهزة قديمة والمريض الذي يعاني من التسوس لا يوجد أمامنا سوى الخلع بدون بنج أو أن يشتريه على نفقته الخاصة.
 

وقالت الطفلة فاطمة عبد الموجود 13 سنة تقيم بجزيرة أولاد حمزة انا ذهبت مرة للكشف بالوحدة الصحية وكنت أعاني من ألم شديد باسناني لكن لم يقدموا لي شيئًا سوى مضاد حيوي ومسكنات لأنه لم يتوفر المخدر المستخدم فى حالات الخلع.
 

 جدير بالذكر ان عدد أطقم التمريض قليل جدًا بكافة الوحدات الصحية بسوهاج وأن المرضى لا يحصلون على الرعاية الضرورية والناس تأتي من مناطق بعيدة ولا يحصلون على خدمات هي حقوقهم الأساسية مما يزيد من معاناة المرضى في حالة الطوارئ فأقرب مستشفى يبعد عن أي وحدة صحية حوالي ساعة بالسيارة ويصعب نقل المرضى إليه بالسرعة اللازمة.
 

أدى غياب الأطباء والأدوية في بعض الوحدات الصحية إلى اعتماد بعض المواطنين على الوصفات المنزلية والتجارب الشخصية في العلاج رغم تسببها في نتائج عكسية وأصبحت معظم ربات البيوت توصف تجربتها لجارتها كغلي الكمون لعلاج تقلصات البطن وغلي ورق الجوافة للسعال و"اللبخات" البلدية للخراج وهناك من تبحث عن حل على طريقتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أحيانا ينجح وفي الغالب إذا فشل يزيد المشكلة ويتفاقم التعب .
 

وقال  عمرو حمدي بقرية الأحايوة أنني كنت أقود دراجتي الهوائية وان٤لبت وسقطت على الأرض وأصيت في رأسي وعندما ذهبت للوحدة الصحية لم أجد بها شاش ولا قطن ولا بيتادين وطلبت مني الممرضة شراء هذه المستلزمات من صيدلية بالخارج على نفقتي الخاصة فهل أنا ذاهب إلى الوحدة الصحية للعلاج على نفقة الدولة كما كفله لي القانون أم أن المريض عند ذهابه للوحدة الصحية يأخذ معه شنطة إسعافات .