ماذا بعد؟!
يظل استاد القاهرة الدولى، هذا الصرح الرياضى الشامخ، شاهدًا على تاريخ طويل من الإنجازات والأحداث التى لا تُنسى فى ذاكرة الرياضة المصرية والعربية، لقد استقبل هذا الاستاد ملايين الجماهير فى مباريات حاسمة، واستضاف بطولات قارية ودولية فى مختلف الألعاب الرياضية، وكان مسرحًا لانتصارات صنعت المجد. اليوم، وفى خضم طموحاتنا المتزايدة لاستضافة أحداث رياضية عالمية، يبرز التساؤل: هل نُعطى هذا الكنز حقه من الرعاية والتطوير؟
إن الحفاظ على استاد القاهرة ليس مجرد مسئولية فنية، بل هو مسئولية وطنية، يجب على جميع المسئولين التخطيط والتطوير الدائم حتى يظل القلعة الرياضية الأولى فى الشرق الأوسط.
فجودة أرضية ملعب كرة القدم تُعد أساسًا للعب النظيف والآمن، وتؤثر بشكل مباشر على أداء اللاعبين وتُقلل من خطر الإصابات، لكن، وللأسف كم مرة شاهدنا لاعبين وأندية يشتكون من سوء حالة العشب، أو رأينا الكرة ترتد بشكل غير متوقع بسبب عدم استواء الأرض؟ إن هذه المشاكل قد تُفسد متعة المباراة، وتُضعف من سمعة الاستاد كأحد أفضل الملاعب فى المنطقة.
ويصبح السؤال: هل تعدد اللعب فى ملعب كرة القدم باستاد القاهرة الدولى فى صالحة ام لا؟ حيث تعدد الأندية الجماهيرية والشركات إلى جانب المنتخب الوطنى، الإجابة هو اختصار اللعب عليه لصالح مباريات المنتخبات الوطنية إلى جانب البطولات الأفريقية للأندية المصرية والمباريات الكبرى فى بطولة الدورى والكأس.
على الجانب الآخر الصالة المغطاة باستاد القاهرة الدولى أثناء مباريات المنتخب الوطنى لكرة اليد تحت ١٩ عامًا فى بطولة العالم، لاحظ الجميع فى أكثر من مناسبة توقف الشاشة الداخلية للاستاد فى أكثر من مناسبة وفى أزمنة مهمة جدًا من سير المباراة.
بالتالى نؤكد أن التطوير لا يقتصر فقط على أرضية الملعب، بل تشمل التجهيزات الدائمة، مثل غرف خلع الملابس، ومقاعد الجماهير، وأنظمة الإضاءة، وشاشات العرض، جميعها تحتاج إلى صيانة دورية وتحديث مستمر.
إعادة تأهيل الاستاد يجب أن تتم وفقًا لأحدث المعايير العالمية، يجب أن يكون هناك برنامج صيانة دورى يضمن جاهزية الملاعب على مدار العام،مع الاستثمار فى هذا الصرح، ليس فقط لجعله مكانًا لائقًا بالمنافسات الدولية، بل لضمان استمراريته كرمز رياضى يُلهم الأجيال القادمة.
نداء إلى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية وإلى السيد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، استاد القاهرة الدولى يمتلك المئات من الأمتار مساحات فارغة لا يوجد بها أى شيء، لذا أطالب سيادتكم التوجيه نحو إنشاء أكبر مشروع استثمارى ترفيهى رياضى تثقيفى للشباب والرياضيين يضاهى ذلك الاستادات والملاعب الدولية.
إن استاد القاهرة يستحق منا أكثر من مجرد الإعجاب بتاريخه إنه يستحق منا العمل الجاد لضمان مستقبله. دعونا نُحافظ على هذا الكنز، ونُعيد له بريقه، ليبقى دائمًا فخرًا للرياضة المصرية.