دخل التاريخ في العمل التنفيذى بمحافظة قـــنا شخصيتان فوق العادة، أولهما مرتضى باشا المراغى الذى جئ به محافظاً لقــنا في عهد حكومة محمود فهمى النقراشى باشا عام 1947 وتصدى للإرهاب الجنائى في مركز دشـــنا ومحاولات الخروج على الدولة مستنجداً بوزير الحربية الذى حرك الكتيبة الخامسة مشاة من منقباد إلى فاوقبلى لدحر مظاهر الخروج على القانون وزعزعة الاستقرار وبث الرعب والذعر في نفوس الجماهير القنائية.
والشخصية الثانية اللواء عادل لبيب الذى جئ به محافظاً لقـــنا نهاية عام 1999 خلفاً للواء صفوت شاكر صاحب مشروع تحديث البنية الأساسية للمحافظة ولكن لم يسعفه الحظ لقصر فترة ولايته على قــنا وهذه شهادة عمى إسماعيل محمد الغزالى وكيل وزارة القوى العاملة والهجرة بمحافظة قـــنا(1998-2001) والمستشار العمالى بقنصلية جمهورية مصر العربية بمدينة جدة السعودية(1994-1998).
واستكمل اللواء عادل لبيب ملف النهضة وخطط تطوير الريف والحضر القنائى التى وضع لبناتها الأولى سلفه اللواء صفوت شاكر وصارت العاصمة القنائية في عهد الأول أنظف مدينة في العالم بشهادة دولية.
وذاع صيت"لبيب" في أرجاء الكوكب وأضحت قـــنا في عهده قبلة للزائرين والمشاهير وعدسات التليفزيون ومضرباً للأمثال في الإدارة بالمشاركة المجتمعية التى أفاض في شرحها والتعريف بها واعتبرها سر نجاحه خلال الندوة الشهيرة له في رحاب كلية العلوم السياسية بجامعة القاهرة تلبية لدعوة الدكتورة سلوى شعراوى جمعة رئيس قسم الإدارة العامة بالكلية؛ والتى حضرها حشد كبير من القنائيين وأساتذة الكلية والجامعة والقنائِيْيْن صلاح جابر مدير إدارة الإعلام بالمجلس القومى للمرأة ومصطفى بكرى رئيس تحرير الأسبوع وكاتب السطور في حينه.
وسياسة الباب المفتوح أهم مميزات اللواء عادل لبيب مع رجال الصحافة والإعلام والجماهير القنائية ولا مكان لأمراض السكرتارية التى درسناها في مادة العلوم السلوكية على يد الدكتور عرفة ســـند الأستاذ بكلية التجارة التى يظن فيها مدير مكتب الوزير أو رئيس الشركة أو البنك أو الهيئة الحكومية..إلخ؛ أن بيده السماح بدخول الزائر لرئيسه أو عرقلة الدخول وفقاً لهواه!!
وفى إحدى زياراتى لمكتبه بقــنا وكنت قادماً من القاهرة واعتذر عن الحضور للمنتظرين وتفاجأت بإرساله سيارة لتأخذنى من صالة انتظار مكتبه بديوان عام المحافظة إلى استراحته وقدم لشخصى الضعيف واجب الضيافة عبارة عن قطع البيتيفور وعصير الدوم وتطرق الحديث بيننا إلى تجاوزه لمعضلة التدابير المالية بإضافته رسم جنيه على فاتورة كهرباء البيت الريفى و2 جنيه رسم على فاتورة كهرباء بيت المدينة لصندوق تطوير المحافظة.
وقال لى إن الجماهير القنائية رأت على أرض الواقع بصمة التطوير والتحديث والنظافة وتجميل المبانى والشواراع والميادين والطرق السريعة فلم تمانع في ضخ هذا المبلغ الزهيد فوق فاتورة الكهرباء لتحقيق النهضة التنموية بمحافظة قـــنا.
ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن برحيله في حركة محافظين محافظاً للبحيرة ثم محافظاً للأسكندرية ولم تسمح لى الظروف زيارته وهو محافظاً للبحيرة وشاء القدر أن ألتقيه في مكتبه في الديوان العام لمحافظة الأسكندرية القديم والذى يقع أمامه مكتب جريدة الوفد وتنبأت له بأنه سيصير وزيراً على خطى مرتضى باشا المراغى من محافظ لقنا ثم الأسكندرية ثم وزيراً للداخلية بحكومات على باشا ماهر وحسين سرى باشا والدكتور أحمد نجيب الهلالى.
وعندما صار عادل لبيب وزيراً للتنمية المحلية كنت أزوره بدون حواجز أو تحديد مواعيد مسبقه وكان مكتبه مفتوحاً أمامى بمجرد إخطاره ويستقبلنى بحفاوة ومن حسن الحظ أن ديوان عام وزارة التنمية المحلية قريباً من مقر عملى في دار فؤاد سراج الدين للصحافة والطباعة والنشر بضاحية الدقى.
(وللحديث بقية).