المفتي يوضح: حقيقة صلاة الغفلة وحكمها ووقتها وعدد ركعاتها

أوضح الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، الحكم الشرعي لما يُعرف بـ"صلاة الغفلة"، وبيَّن وقتها وعدد ركعاتها وأدلتها من السنة النبوية وآثار السلف.
وقال المفتي، إن صلاة الغفلة هي صلاة نافلة تُؤدَّى بين صلاتي المغرب والعشاء، وسُمِّيت بهذا الاسم لانشغال كثير من الناس عنها بوجبة العَشاء أو الراحة أو النوم، فتغيب عن أذهانهم. وتُسمَّى أيضًا "صلاة الأوَّابين".
الدليل الفقهي والتسميّة
استشهد فضيلته بقول شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في كتاب أسنى المطالب (1/206):"(وصلاة الأوَّابين) وتُسمى صلاةَ الغفلة؛ لغفلة الناس عنها واشتغالهم بغيرها من عَشاء ونوم وغيرهما".
حكم صلاة الغفلة وعدد ركعاتها
أوضح المفتي أن هذه الصلاة من السنن المستحبة التي وردت بشأنها أحاديث نبوية وآثار صحيحة وضعيفة يتقوى بعضها ببعض، ويُعمل بها في فضائل الأعمال.
أقلها: ركعتان
أوسطها: ست ركعات
أكملها: عشرون ركعة
أحاديث في فضلها
عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أن النبي ﷺ قال:«مَن صَلَّى بَينَ المَغرِبِ وَالعِشَاءِ عِشرِينَ رَكعَةً بَنَى اللهُ لَهُ بَيتًا فِي الجَنَّةِ»(رواه الترمذي وابن ماجه)
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال:«مَن صَلَّى بَعدَ المَغرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ لَم يَتَكَلَّم بَينَهُنَّ بِسُوءٍ، عُدِلنَ لَهُ بِعِبَادَةِ ثِنتَي عَشرَةَ سَنَةً»
(رواه الترمذي وابن ماجه)
عن عمار بن ياسر رضي الله عنه:«مَن صَلَّى بَعدَ المَغرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ غُفِرَت لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِن كَانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ»
(رواه الطبراني في الأوسط)
كما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله عن هذا الوقت:«نِعمَ سَاعَةُ الغَفلَة»
(رواه عبد الله بن المبارك في الزهد)
اتفاق المذاهب الفقهية
أشار المفتي إلى أن جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة نصوا على استحباب هذه الصلاة.
قال ابن عابدين الحنفي في منحة الخالق (2/55): "ندب ست ركعات بعد المغرب غير سُنة المغرب..."
وقال ابن أبي زيد القيرواني المالكي في الرسالة (ص33):"التنفل بين المغرب والعشاء مُرغَّب فيه".
أكد المفتي أن "صلاة الغفلة" أو "صلاة الأوابين" من النوافل المستحبة، ويبدأ وقتها بعد صلاة المغرب وينتهي عند صلاة العشاء، وأقلها ركعتان وأكثرها عشرون ركعة، وتؤدَّى طلبًا للثواب واغتنامًا لساعة يغفل فيها كثير من الناس عن العبادة.