رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

خلافات زوجية تتحول إلى مأساة والنهاية على منصة الإعدام

بوابة الوفد الإلكترونية

في صباح ثاني أيام عيد الأضحى المبارك من العام الماضي، كانت مدينة العاشر من رمضان تتنفس هدوء العيد بعد ليلة طويلة من الزيارات والتهاني، شوارع شبه خالية، وأطفال يلعبون بفرحة العيد في الأزقة، بينما داخل أحد الشقق السكنية كان قدر مأساوي يُطهى في الخفاء.

داخل تلك الشقة، جلست "هانم" 33 عامًا ربة منزل، تحاول أن تجد لحظات من الراحة بعد يومين من انشغال العيد، دون أن تعلم أن زوجها "إبراهيم" 34 عاماً، حداد مسلح، قد عقد العزم على أن تكون تلك الليلة الأخيرة في حياتها.


الخلافات بين الزوجين لم تكن وليدة اللحظة؛ شهور وربما سنوات من الجدال، والمشاحنات، ومحاولات فاشلة للصلح، حتى تحولت العلاقة إلى صراع يومي، ومع تصاعد التوتر، بدأ الزوج يفكر في الانتقام، لا في الحل.

في تلك الليلة، وبينما كان الجيران منشغلين بزيارات العيد، تسلل إبراهيم في هدوء، ممسكاً بجركن يحتوي على بنزين، وفي يده الأخرى قداحة صغيرة، دخل إلى غرفة النوم حيث كانت هانم غارقة في النوم، ربما تحلم بيوم جديد يحمل بعض السلام، لكن النار كانت أسرع من الحلم.


سكب البنزين على جسدها وملابسها، وأشعل النيران بلمسة من القداحة، وفي لحظة اشتعل الجسد، وارتفع صراخها حتى سمعه الجيران في الطوابق الأخرى، هرع البعض لكسر الباب وإخماد النار، بينما آخرون اتصلوا بالإسعاف، لكن الحروق كانت بالغة، والدمار لا يُحتمل.

نُقلت هانم إلى المستشفى وهي بين الحياة والموت، تقاوم الألم الشديد وسط محاولات الأطباء لإنقاذها، بعد ساعات طويلة من الصراع مع الإصابات، فارقت الحياة، تاركة خلفها صدمة لأهلها وجيرانها، وحسرة أن تُقتل في يوم يُفترض أن يكون عيداً وفرحاً.

ضباط قسم ثان العاشر من رمضان تحركوا فوراً، وبإذن من النيابة العامة، تم ضبط الزوج الجاني، لم يحاول الإنكار، واعترف بتفاصيل الجريمة، مؤكداً أنه فعل ذلك "بدافع الغضب والخلافات المستمرة".
في يونيو 2024، أُحيل إبراهيم إلى المحاكمة الجنائية في القضية رقم 6295 لسنة 2024 جنايات قسم ثان العاشر من رمضان، والمقيدة برقم 5785 لسنة 2024 كلي جنوب الزقازيق.

وأمام محكمة جنايات الزقازيق، برئاسة المستشار نسيم علي بيومي، استمعت هيئة المحكمة لشهادات الجيران، وأقوال أهل المجني عليها، وتقارير الطب الشرعي التي أكدت أن الوفاة نتيجة حروق من الدرجة الثالثة غطت معظم جسدها.

 النيابة أسندت إلى الزوج تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، موضحة أنه أعد العدة، وتربص بزوجته حتى غافلها وهي نائمة.

اليوم، وبعد مرور أكثر من عام على الجريمة، أصدرت المحكمة حكمها بالإعدام شنقاً لإبراهيم، في جلسة شهدت حضور بعض من أسرة المجني عليها الذين لم يتمكنوا من حبس دموعهم عند سماع النطق بالحكم.

 حكمٌ قد يبعث ببعض السلوى في قلوبهم، لكنه بالتأكيد لن يمحو ذكرى تلك الليلة السوداء التي فقدوا فيها ابنتهم.

تظل هذه القصة واحدة من أبشع جرائم العنف الأسري، ورسالة تحذير لكل من يسمح للخلافات أن تتحول إلى كراهية، وللكراهية أن تتحول إلى دم ونار، فالشرارة قد تبدأ بكلمة، لكن نهايتها قد تكون حياة تُسلب، وأسرة تدمر، ومصير على منصة الإعدام.