قطوف
لهفة خائبة
من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"

لمس أثر الخوف على جوارحها، بعد ما اندفعت إليه بوجه متجهم، ذات عروق ملتهبة، وعينين جاحظتين، ويد مفترشة مرفوعة المرفقين كتحليق طائر.
وفي لحظة تسكن قسرا، وتعود لموضعها. فتهبط العاصفة، لتتحول ريحا سَلسة تتحرك بيسر.
استعملها كسلاح مساعد لما وجد فيها الخضوع والخنوع لتلبية رغباته، وهو يوجه ظبة السيف عند رقبته ويحذر ويأمر:
-أعطيني الخاتم وإلا...
-لا إياك أن تفعل. (قالتها بفزع)
يتكرر هذا السيناريو مرارا، وما عساها أن تتذمر، فقط تعطي وتجيب وهي تومئ برأسها بالموافقة. يلتقطه بلهفة مصحوبة بقوة، ويهرع للخارج.
كسرت صورتها على المرآة، وهي تقطر دما نابعا من قلبها القتيل، من فظ أفعاله، وبذاءة لسانه، وبشاعة صفاته، هو من يعاون الشياطين، تطبع بطباعهم بل تسلل وغيض في روحه، حتى احترف مهنتهم.
فاضت بدعوات عليه، وهي تتأفف من نصيبها من الصبي الذي عاشت تحلم به وتتخيله، بعدما وضعت خمس أميرات، في كل مرة تظن أنها صبي يعاونها على الحياة، ويحمل لقب أبيه المحارب، لهفة تنتهي بخيبة أمل.
حتى أقبل يوم الفاجعة لما توفي بعلها، واكتنفتها الوحدة وهي كاظمة الكآبة، وتصطنع القوة لتحتل مظهر الرجل في تحمله وخشية على أطفالها من دخولهم دوامة الحزن. هون عليها خبر حملها، وعاودتهم البهجة وفرشت البيت، لما جاءها الصبي بعد طول انتظار.
شاب وبدت شخصيته وهو يتمركز أصحاب السوء، فأخذوا بيده ورافقوه حتى زاد في التدخين، الحشيش ومغيبات العقل، وكان ما كان.
عاد في السحَر، غريقا في دمه وهو يتمايل يمينا ويسارا، يسقط ويعاود من جديد، ولكمات صديقه تخفي ملامحه الشيطانية وهما يتشاجران على نقود الخاتم ويخوضان جرما آخر لإرضاء مزاجهما.
انتفضت إليه بقماشة في لهفة وهي ضاغطة على جرحه وتتساءل بجنون "من الذي فعل بك هذا؟" دفعها بقوته المحدودة وتخطاها وهو يرد بحروف مكسورة ولهجة غير واضحة: " ات ركي ني واص متي