رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

امرأة تكره الرجال تخلص قرية بأكملها في أوروبا من العنف المنزلي

نساء القرية المثير
نساء القرية المثير للجدل

 قرية ناجيريف .. في قلب الريف المجري الصغير ظهرت واحدة من أغرب وأبشع شبكات القتل في التاريخ. 

بين عامي 1911 و1929 تحولت قرية ناجيريف الهادئة إلى مسرح لجرائم تسميم واسعة النطاق. عشرات النساء لجأن إلى الزرنيخ المصنوع منزليًا للتخلص من أزواجهن وآبائهن وحتى أطفالهن، أرادت بعضهن الانتقام وأخريات وجدن أنفسهن أمام خيار قاس للبقاء.

خلفية اجتماعية واقتصادية قاتمة

كانت قرية ناجيريف في مطلع القرن العشرين منطقة فقيرة تعتمد على الزراعة، الرجال يشربون الخمر ويتشاجرون بينما تتحمل النساء أعباء المنزل والعمل في الحقول. 

ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى عاد كثير من الرجال محطمين جسديًا ونفسيًا فزاد العنف المنزلي وأصبح الزواج بالنسبة لكثير من النساء حكمًا مؤبدًا من المعاناة.

ولادة شبكة السم

وسط هذا الواقع برزت القابلة سوززانا فازيكاس المعروفة باسم العمة سوزسي، وهي امرأة صلبة الطباع لا تأبه للتقاليد وتعرف جيدًا ما تمر به النساء، وبدأت بتعليمهن طريقة استخراج السم من ورق الذباب المنقوع في الزرنيخ. 

كانت تقدم السم مقابل بيض أو شحم دجاج أو حتى مجانًا، ووقعت أول جريمة مؤكدة عام 1911 حين قتلت روزاليا تاكاكس زوجها السكير بعد محاولات فاشلة عدة.

توسع وانتشار

مع مرور السنوات انضمت نساء أخريات مثل جوليانا ليبكا وإستر زابو وكريستينا كورداس. انتشرت المعرفة بالسم بين القرى المجاورة وأصبح الموت المفاجئ أمرًا مألوفًا. 

ولم يشك الأطباء في الأمر وبعضهم تلقى رشى للصمت، إذ شملت الضحايا أزواجًا مسيئين وأطفالًا غير مرغوب فيهم وحتى أقارب مسنين.

بداية النهاية

عام 1929 أثار موت أحد المحاربين القدماء شكوك طبيب محلي، وقادت التحقيقات الشرطة إلى العمة سوزسي التي انتحرت بشرب السم قبل اعتقالها. 

وتبع ذلك حملة واسعة لاعتقال عشرات النساء. في المحاكمات وُجهت تهم القتل لأكثر من مئة ضحية لكن التقديرات أشارت إلى أن العدد الحقيقي قد يصل إلى 300.

أحكام قاسية ونهاية مريرة

أدينت 28 امرأة أغلبهن من ناغيريف، خمس منهن حُكم عليهن بالإعدام وخُففت أحكام اثنتين إلى السجن المؤبد. 

ومع طي الصفحة على هذه القضية بقيت ناجيريف في ذاكرة التاريخ مثالًا قاتمًا على كيف يمكن للاضطهاد واليأس أن يحولا قرية كاملة إلى مقبرة صامتة.