رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

أزمة بين إنتل وترامب.. ليب بو تان يرد على اتهامات تضارب المصالح ويؤكد دعم مجلس الإدارة

بوابة الوفد الإلكترونية

تصدرت شركة إنتل عناوين الأخبار هذا الأسبوع بعد ردّ رئيسها التنفيذي، ليب بو تان، على اتهامات وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصفه بـ"متضارب المصالح" ودعاه إلى الاستقالة. 

جاء رد تان في رسالة داخلية لموظفي الشركة، أكد فيها التزامه الكامل بأعلى المعايير القانونية والأخلاقية، مشيرًا إلى أن هناك "معلومات مضللة" انتشرت حول مناصبه السابقة، وأن الشركة تتواصل حاليًا مع البيت الأبيض لتوضيح الحقائق ومعالجة القضايا المثارة.

الاتهامات التي فجّرت الجدل بدأت بمنشور لترامب على منصته (الحقيقة الاجتماعية - Truth Social)، جاء بعد رسالة وجهها السيناتور الجمهوري توم كوتون، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إلى تان. أعرب كوتون في رسالته عن مخاوف تتعلق بـ"أمن وسلامة عمليات إنتل"، خاصةً على خلفية عمل تان السابق في الصين.

وكان تان قد استثمر من خلال شركته الخاصة لرأس المال الاستثماري في شركات تقنية صينية، من بينها SMIC، أكبر شركة صينية لتصنيع الرقائق. كما زادت الضغوط عليه بعد اعتراف شركة كان يديرها قبل توليه منصب الرئيس التنفيذي لإنتل بانتهاك ضوابط التصدير الأمريكية، من خلال "تصدير أدوات تصميم أشباه الموصلات بشكل غير قانوني إلى جامعة عسكرية صينية مُقيدة". ووفقًا لوزارة العدل الأمريكية، وافقت تلك الشركة على الإقرار بالذنب ودفع غرامات جنائية تجاوزت 140 مليون دولار.

تأتي هذه الأزمة في وقت حساس بالنسبة لإنتل، التي تعاني من صعوبات كبيرة في سوق أشباه الموصلات، بعدما فشلت أعمالها في مجال السبائك في مجاراة المنافسين، وعلى رأسهم TSMC، ما أدى إلى خسائر ملحوظة. ومنذ توليه المنصب، أطلق تان خطة لخفض التكاليف، وصرح بأن الشركة قد تضطر للتخلي عن تقنية التصنيع من الجيل التالي إذا لم تتمكن من جذب عميل كبير، نظرًا لعدم تحقيق التقنية النتائج المرجوة حتى الآن.

ورغم الضغوط السياسية والإعلامية، أكد تان في رسالته أن مجلس إدارة إنتل يدعمه بشكل كامل، ما يعكس ثقة الإدارة في خططه الاستراتيجية لتصحيح مسار الشركة واستعادة قدرتها التنافسية.

تدخل ترامب في شؤون الشركات الكبرى ليس جديدًا؛ فقد سبق له انتقاد كيانات عملاقة مثل أبل وبنك أوف أمريكا، في ما وصفه بعض المراقبين بأنه "أكثر تدخل مباشر من البيت الأبيض في شؤون الشركات الأمريكية في العصر الحديث". وعلّق الصحفي والمحامي آري ميلبر من قناة MSNBC بأن كثيرًا من رجال وول ستريت كانوا ينتقدون الإدارات الديمقراطية السابقة لتدخلها في أعمالهم، إلا أن تدخلات إدارة ترامب الثانية فاقت، على حد تعبيره، أي إدارة سابقة.

في ظل هذا المناخ السياسي المتوتر والمنافسة الشرسة في صناعة الرقائق، يبقى مستقبل إنتل تحت قيادة تان مرهونًا بقدرته على تجاوز الأزمات الحالية، وتحقيق نقلة نوعية في تقنيات الشركة واستراتيجياتها، وسط مراقبة لصيقة من البيت الأبيض والرأي العام.