رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

حكايات فنية تحت قبة السياسة.. نجوم الفن فى رحاب مجلس الشيوخ

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يكن تأثير الفنانين فى مصر محصوراً يوماً فى حدود الشاشة أو خشبة المسرح، بل امتد ليشمل ساحة التشريع والعمل السياسى، حيث لعب بعض النجوم أدواراً مهمة فى المجالس النيابية، مقدمين رؤية الفنان المثقف فى صياغة السياسات العامة، لا سيما فى قضايا الثقافة، والصحة، والتعليم.

بدأت هذه الظاهرة من خلال تعيينات رئاسية لعدد من الفنانين فى مجلس الشورى سابقاً، واستكملت لاحقاً فى تشكيل مجلس الشيوخ الحالى، ليصبح حضور الفنانين تحت قبة البرلمان مشهداً مألوفاً يعكس الثقة فى تأثيرهم المجتمعى، وكان من أبرز الوجوه التى دخلت هذا المسار مؤخراً الفنان يحيى الفخرانى والفنانة سميرة عبدالعزيز، اللذان حملا على عاتقهما مسئولية تمثيل الفن المصرى فى العمل التشريعى، ليؤكدا استمرار هذا النهج فى تقديم نموذج للفنان صاحب الدور المجتمعى المؤثر.

عيّن الفنان الدكتور يحيى الفخرانى عضواً فى مجلس الشيوخ ضمن لجنة الثقافة والإعلام، ليؤكد مرة أخرى أن الفنان يمكن أن يكون فاعلاً ومؤثراً فى صنع القرار.

قدّم الفخرانى مشاركات نوعية فى المجلس، ودافع عن قضايا الفن بقوة ومنطق، معبراً عن هموم الفنانين واحتياجاتهم، وموضحاً أهمية دعم الإنتاج الثقافى فى مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية.

وعلق يحيى الفخرانى عن تجربته تحت قبة مجلس الشيوخ: «الفن مش رفاهية، الفن ضرورة لبناء الوعى وتحصين المجتمع من التطرف والتفكك، ودورى هنا مش مجرد شرف التعيين، لكن مسئولية تجاه زملائى الفنانين وتجاه المجتمع ككل، لأنى مؤمن إن الثقافة هى خط الدفاع الأول عن الهوية المصرى».

فى التشكيل الجديد لمجلس الشيوخ عام 2020، اختيرت الفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز لتكون ضمن الأعضاء المعينين، لتواصل مسيرة تمثيل الفنانين فى المجلس.

عرف عنها حضورها المنتظم، ومداخلاتها المؤثرة، خاصة فى قضايا التعليم والثقافة، حيث كانت من أبرز الداعين إلى تطوير السياسات الثقافية ودمج الفن فى خطط التنمية المستدامة.

وعلقت سميرة عبدالعزيز، على اختيارها عضواً فى مجلس الشيوخ، قائلةً: «استغربت وقولت أنا مليش فى السياسة، وكنت أتابعها فقط من خلال الجرائد، لكنى لم أشارك فى السياسة من قبل».

وتابعت: «استغربت وسألت عمن قام بتعينى فى مجلس الشيوخ، ولما عرفت إنه الرئيس عبدالفتاح السيسى، استغربت وتساءلت: هو عرفنى منين».

فى خطوة غير مسبوقة عام 1980، قرر الرئيس الراحل أنور السادات تعيين الفنان القدير محمود المليجى فى أول تشكيل لمجلس الشورى، ليصبح أول فنان يدخل المجلس وهو لا يزال فى أوج عطائه الفنى.

شكل تعيين «المليجى» صدمة إيجابية للوسط الفنى، حيث فتح الباب أمام مشاركة الفنانين فى الحياة التشريعية، بعد أن كان ينظر إليهم على أنهم بعيدون عن السياسة، وقد مثل دخوله المجلس لحظة فاصلة، تعكس تقدير الدولة لدور الفنان كمثقف ومعبّر عن قضايا المجتمع.

بعد وفاة «المليجى»، اختير الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب ليخلفه عام 1983 فى مجلس الشورى، وهو ما قبله بروح المسئولية، وسرعان ما أدى اليمين الدستورية ليباشر دوره كمشرّع، إلى جانب مسيرته الفنية الثرية.

ظل عبدالوهاب مشاركاً فاعلاً فى المجلس حتى وفاته، وكان يحظى بتقدير واسع بفضل مكانته الفنية وشخصيته الهادئة التى ساهمت فى تقديم صورة مختلفة للفنان الملتزم بدوره الوطنى.

فى مايو 1991، اختيرت الفنانة القديرة أمينة رزق لتكون أول سيدة من الوسط الفنى تنضم إلى مجلس الشورى، تقديراً لعطائها الطويل فى المسرح والسينما.

لعبت أمينة رزق دوراً مهماً فى المجلس، حيث كانت صوتاً قوياً فى مناقشة قضايا المرأة والأسرة، بالإضافة إلى ملفات الفن والثقافة، وصرحت فى أحد لقاءاتها أن تعيينها كان مفاجأة كبيرة لها، خاصة أنها كانت تتوقع أن يستكمل المسيرة فنان رجل، لكنها كانت فخورة بتلك الثقة.

فى عام 1998، فوجئت الفنانة مديحة يسرى بتعيينها عضواً فى مجلس الشورى، بعد إعلان الخبر عبر نشرة أخبار التاسعة، ورغم انشغالها بالفن، كانت دائماً حريصة على أن يكون للفنانين صوت فى الشأن العام.

ساهمت «مديحة» فى لجنة الثقافة والإعلام، وعرفت بمواقفها الداعمة للفنانين، حيث طرحت عدة رؤى حول تعزيز مكانة الفن فى المجتمع وتمكين العاملين فى هذا المجال.

هؤلاء الفنانون وغيرهم ممن دخلوا قاعات البرلمان، برهنوا على أن الإبداع لا ينفصل عن المسئولية الوطنية، وأن الفنان قادر على أن يكون صانع سياسات لا مجرد ناقل صور، فحضورهم فى المجالس النيابية يعكس تزايد وعى الدولة بدور الثقافة فى بناء مجتمع متوازن ومستنير.