برشلونة يحسم موقفه من بيع لاعبيه في الميركاتو الصيفي.. استقرار فني ومشروع جديد بقيادة فليك

حسم نادي برشلونة موقفه النهائي من ملف انتقالات لاعبيه خلال سوق الانتقالات الصيفي الجاري، حيث قررت الإدارة الرياضية للنادي عدم عرض أي لاعب من التشكيلة الحالية للبيع، وذلك في إطار خطة الاستقرار الفني التي يعتمدها المدرب الألماني هانز فليك مع بداية مشروعه الجديد داخل قلعة "كامب نو".
ونقلت صحيفة "سبورت" الكتالونية، المقربة من النادي، أن الإدارة تعتبر التشكيلة الحالية متكاملة ومتوازنة في جميع الخطوط، ولا توجد أي نية لفتح باب الرحيل أمام اللاعبين، إلا في حال تقدم أحدهم بطلب مباشر لمغادرة الفريق، وهو ما لم يحدث حتى الآن، رغم اقتراب موعد إغلاق سوق الانتقالات الصيفي في أوروبا.
ويأتي هذا القرار تأكيدًا على رغبة النادي في الحفاظ على الانسجام داخل المجموعة، ومنح المدرب الجديد أفضل ظروف ممكنة لبناء فريق قوي قادر على المنافسة محليًا وأوروبيًا. فبعد المواسم المتقلبة الأخيرة التي شهدت تغييرات عديدة في التشكيلة والجهاز الفني، يبدو أن الإدارة اتجهت نحو الاستقرار والهدوء.
دعم فني كامل لفليك
يحظى المدرب الألماني هانز فليك بثقة كبيرة من الإدارة بقيادة الرئيس خوان لابورتا، ويُنظر إليه على أنه الرجل المناسب لإعادة برشلونة إلى طريق البطولات، بعد فترة من التراجع على مستوى الأداء والنتائج.
ومنذ توليه المسؤولية، بدأ فليك بوضع بصمته التكتيكية على الفريق، حيث ركز على رفع الجاهزية البدنية للاعبين، وتحسين الجوانب الدفاعية، إلى جانب بناء منظومة هجومية تعتمد على تنوع الخيارات.
ويعتبر قرار عدم بيع أي لاعب بمثابة رسالة دعم صريحة من الإدارة للمدرب، الذي أكد في أكثر من مناسبة أنه يرغب في العمل مع المجموعة الحالية، وأنه سيمنح الجميع الفرصة لإثبات الذات في الموسم الجديد.
الاستثناء الوحيد
رغم تمسك برشلونة بجميع عناصره، إلا أن الباب يظل مفتوحًا أمام مغادرة اللاعبين الذين لا يشعرون بالراحة داخل النادي، أو يرغبون في خوض تجارب جديدة، لكن ذلك سيكون بناءً على طلب شخصي من اللاعب وليس بمبادرة من النادي. حتى اللحظة، لم يُسجل أي تحرك رسمي في هذا الاتجاه من قِبل اللاعبين أو وكلائهم.
سياسة جديدة واستراتيجية بعيدة المدى
هذا التوجه يعكس سياسة جديدة لدى برشلونة في التعامل مع الميركاتو، تقوم على الاستقرار الفني والتخطيط بعيد المدى، عوضًا عن التغييرات المتكررة التي أربكت الفريق في السنوات الماضية. كما تهدف الإدارة إلى منح المواهب الشابة مزيدًا من الفرص، بالتوازي مع الحفاظ على عناصر الخبرة داخل الفريق.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي مر بها النادي مؤخرًا، فإن قرار تثبيت التشكيلة قد يسهم أيضًا في ضبط النفقات وتجنب الدخول في صفقات جديدة مرهقة ماليًا، خاصة أن الفريق يضم أسماء قادرة على المنافسة إذا ما توفرت لها الظروف المناسبة.
موقف صلب قبل انطلاق الموسم
برشلونة يرسل من خلال هذا القرار رسالة واضحة إلى جماهيره وإلى بقية الأندية: الفريق لا يعاني من ضغوط فنية أو مالية تستدعي بيع نجومه. ومع اقتراب انطلاق الموسم الجديد، تبدو الأمور مهيأة لانطلاقة قوية قد تعيد برشلونة إلى مصاف الكبار محليًا وأوروبيًا.