الغردقة.. «الحصان الأسود» لحسم مقعد البحر الأحمر في انتخابات مجلس الشيوخ

تنطلق، غدًا الإثنين، انتخابات مجلس الشيوخ 2025،  علي مدار يومي 4 و 5 أغسطس، ففي محافظة البحر الأحمر، النظرة الأكثر تدقيقًا تكون نحو مدينة الغردقة، التي أصبحت دون منازع "صندوق الحسم الانتخابي"، بفضل كتلتها التصويتية الأكبر على مستوى المحافظة.

فمن أصل 333,441 ناخبًا لهم حق التصويت على مستوى البحر الأحمر، تستحوذ مدينة الغردقة وحدها على 194,534 ناخبًا، موزعين على 34 لجنة فرعية، بنسبة تتجاوز 58% من إجمالي الكتلة التصويتية للمحافظة، وهذه الأرقام تضع الغردقة في قلب المشهد السياسي وتمنحها الكلمة العليا في تحديد اسم المرشح الفائز.

مركز الثقل الانتخابي

لم تعد الحسابات الانتخابية تعتمد فقط على الجولات الدعائية التقليدية أو التحالفات القبلية، بل أصبحت تستند إلى معادلات رقمية دقيقة، والغردقة كونها العاصمة الإدارية والاقتصادية والسياحية للمحافظة، باتت تمثل مركز الثقل الانتخابي الأهم، لا سيما مع تزايد أعداد الناخبين فيها بسبب التوسع العمراني، وتزايد معدلات الإقامة بها من مختلف أنحاء الجمهورية.

في هذا السياق، يؤكد مراقبون أن أي مرشح لا ينجح في حشد قاعدة جماهيرية قوية داخل الغردقة، تقل فرصه في الفوز بشكل كبير، حتي وان كان يتمتع بشعبيته كبيرة في باقي مدن ومراكز المحافظة مثل سفاجا، والقصير، ورأس غارب، أو الشلاتين وحلايب.

معركة انتخابية بمعايير مختلفة

السباق الانتخابي هذا العام في البحر الأحمر شهد تنوعًا في الخلفيات والانتماءات، مع ترشح شخصيات ذات ثقل سياسي أو قبلي أو مهني، لكن رغم هذا التنوع، يظل التركيز قائمًا على الغردقة باعتبارها ساحة المواجهة الرئيسية، حيث كانت الحملات الانتخابية الأكثر نشاطًا، وشهدت الندوات والمؤتمرات الكبرى، و حدة التنافس على استقطاب أصوات الكتلة الشبابية والعمالية العاملة في القطاع السياحي والخدمي.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن بعض المرشحين كثفوا تواجدهم داخل أحياء الغردقة المختلفة، وعقدوا لقاءات مباشرة مع المواطنين حتي هذا اليوم، في محاولة لبناء الثقة وكسب الأصوات، مع وعود بتحسين الخدمات، ودعم مشروعات التنمية، وتعزيز تمثيل أبناء المدينة تحت قبة المجلس.

دروس من الانتخابات السابقة

في الاستحقاقات البرلمانية السابقة، كانت نتائج اللجان الفرعية بالغردقة حاسمة في توجيه دفة النتائج النهائية، حيث تمكن بعض المرشحين من تعويض ضعف الأداء في المناطق الأخرى من خلال اكتساح صناديق الغردقة، وهو ما يؤكد مجددًا أن المدينة تمثل الرهان الأكبر لأي مرشح يطمح للفوز.

جميع المؤشرات تؤكد إلي ان من يستطع الفوز بالغردقة، يقترب من مقعد الشيوخ".. هكذا يرى كثيرون معادلة الانتخابات في البحر الأحمر، وفي ظل الأجواء التنافسية المحتدمة، يبدو أن كل صوت داخل المدينة سيصنع الفارق، وأن نتائج الانتخابات ستُكتب سطورها الأولى من داخل لجان الغردقة.