مسؤول إسرائيلي رفيع: لم نتخذ قرار نهائي بتغيير المسار بشأن مفاوضات غزة

ذكر موقع “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي رفيع، أنه لم يتخذ قرار نهائي بتغيير المسار بشأن مفاوضات غزة، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
وتابع الموقع أن الصفقة الجزئية التي تشمل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما لا تزال مطروحة
«الدم الفلسطينى» غنيمة أمريكا
ومن جانبه كشف اليوم القطاع المدنى بغزة عن كارثة إنسانية جديدة على يد عصابات الصهيونية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل وقال إن الاحتلال يقتل منتظرى المساعدات ويدفن جثثهم كى لا يتم العثور عليهم، مشيرا إلى أنه ومع كل عملية إدخال للمساعدات إلى القطاع يسقط عشرات الشهداء وندد برفض حكومة الاحتلال دخول طواقمه لإسعاف المصابين الجوعى.
وتواصل حكومة الإرهاب الصهيونى حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى صاحب الأرض بالقطاع، فيما نشرت صحيفة «واشنطن بوست» فى خطوة غير مسبوقة من إحدى كبريات الصحف الأمريكية، قائمةً تضم أسماء ما يزيد على 60 ألف فلسطينى استشهدوا خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، من بينهم عدد كبير من الأطفال والرضّع الذين لم يبلغوا عامهم الأول، وآخرون قُتلوا أثناء نومهم أو أثناء لعبهم.
وجاءت القائمة، التى نشرتها الصحيفة باللغتين الإنجليزية والعربية، لتسلّط الضوء على ما وصفته بـ«الثمن الإنسانى الكارثى للحرب»، وتضمّنت تفاصيل دقيقة لأسماء وتواريخ أعمار الضحايا، استنادًا إلى بيانات وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، والتى أكدت أنها فقدت مئات من طواقمها فى الحرب، لكنها لا تزال تقوم بجهد موثوق وموثّق فى تتبّع حصيلة الضحايا المدنيين.
من بين الأرقام المفزعة التى نشرتها الصحيفة الأمريكية يبرز التقرير أن نحو ألف رضيع فلسطينى استشهدوا قبل أن يُكملوا عامهم الأول، وهو ما يوضح أن الاستهداف لم يكن عشوائيًا فقط، بل طال فئة لا يمكن اعتبارها بأى حال من الأحوال أهدافًا عسكرية.
ويورد التقرير شهادات وشواهد تؤكد أن مئات الأطفال استشهدوا داخل منازلهم، بعضهم تحت الأنقاض وهم نائمون، وآخرون أثناء لهوهم فى باحات المنازل أو أمام أبواب المدارس.
وقالت الصحيفة إن نسبة الأطفال من إجمالى الضحايا المسجلين تبلغ نحو 31%، ما يجعل هذه الحرب واحدة من أكثر النزاعات دمويةً بحق الأطفال فى التاريخ الحديث. وعلى الرغم من الاتهامات الإسرائيلية المتكررة بعدم دقة أرقام وزارة الصحة الفلسطينية قالت «واشنطن بوست» إنها استعانت بمراجعة مستقلة لبيانات الضحايا أجراها البروفيسور «مايكل سباجنولو»، الخبير البريطانى فى علم السكان والإحصاء فى جامعة لندن، والذى خلُص إلى أن الوزارة «تقوم بعمل رائع واحترافى رغم ظروف القصف ونقص الإمكانيات وانهيار البنية التحتية».
وأكد «سباجنولو» أن مطابقة الأسماء والتواريخ وتوزيعها السكانى «تشير إلى دقة غير متوقعة فى مثل هذه الظروف، وتعكس وجود نظام أرشفة ومتابعة فعالة نسبيًا داخل القطاع»، محذرًا فى الوقت ذاته من أن «الأعداد الحقيقية قد تكون أعلى، خاصة مع وجود آلاف المفقودين تحت الأنقاض أو فى مناطق يصعب الوصول إليها».
ونقل التقرير عن منظمات حقوقية دولية مثل «هيومن رايتس ووتش» وأطباء بلا حدود أن «الاستهداف الإسرائيلى العشوائى لمناطق مدنية مأهولة، وتدمير الملاجئ والمدارس والمستشفيات، لا يمكن تفسيره بمعايير القانون الدولى الإنسانى».
ورغم هذا التوثيق الواسع، تقول الصحيفة إن رد الفعل الدولى لا يزال ضعيفًا، حيث لم تُفرض حتى الآن أية عقوبات على دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولم تتحرّك المحاكم الدولية بخطوات ملموسة نحو المساءلة.
ويُنظر لتوقيت نشر القائمة وقوة توثيقها إليهما كمحاولة من واشنطن بوست لإحداث خرق فى جدار الرواية السائدة داخل الولايات المتحدة، والتى طالما اتّسمت بالانحياز لإسرائيل، خصوصًا على مستوى الإعلام السائد.
ويرى مراقبون أن هذا التحول فى التغطية، الذى تكرر أيضًا فى وسائل أخرى مثل «نيويورك تايمز» و«الجارديان»، يعكس تزايد الغضب الشعبى والضغط الحقوقى داخل أمريكا وأوروبا تجاه الحرب على غزة، خاصة بعد تقارير المجاعة الجماعية والانهيار الكامل للنظام الصحى.
وكشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية فى تقرير موسع عن أن الشركات الأمريكية تلعب دورًا رئيسيًا فى دعم الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، ما يسهم بشكل مباشر فى تعميق الكارثة الإنسانية والمجاعة التى يعيشها الفلسطينيون المحاصرون.
وأشارت الكاتبة كاترينا فاندن هوفيل، المديرة التحريرية لمجلة «ذا نيشن»، إلى أن الاحتلال يجَوِّع غزة عمدًا، من خلال منع إدخال الغذاء والإمدادات الأساسية، بينما يفتح الطريق أمام سلعة واحدة فقط: أسلحة الدمار، فى سياسة ممنهجة هدفها تفريغ القطاع من الحياة.
ووصفت الكاتبة الوضع بأنه نموذج استثنائى لاستغلال العنف، حيث تستغل شركات السلاح والتكنولوجيا الأمريكية الحرب الجارية لتحقيق أرباح بمليارات الدولارات، دون أى اعتبار للأبعاد الأخلاقية أو الإنسانية للدمار فى غزة.
وسلط المقال الضوء على تقرير المقررة الخاصة لدى الأمم المتحدة، «فرانشيسكا ألبانيزى»، والذى حمل عنوان «من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة الجماعية»، وكشف عن أن المورد الرئيسى للأسلحة المستخدمة فى الحرب على غزة هى الولايات المتحدة، وأن شركات أمريكية كبرى كانت «متحمسة للغاية» لدعم هذه الفظائع مقابل مكاسب مالية ضخمة.
من بين هذه الشركات، أُشير إلى «لوكهيد مارتن» التى زوّدت الاحتلال بطائرات مقاتلة نفذت غارات أودت بحياة أو تسببت بإصابة نحو 200 ألف فلسطينى. كما تعاونت شركة «بالانتير»، المتخصصة فى تحليل البيانات والذكاء الاصطناعى، مع جيش الاحتلال، فيما استخدمت معدات شركة «كاتربيلر» فى تدمير منازل ومستشفيات، ما أسفر عن استشهاد مدنيين علقوا تحت الأنقاض.