رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

علاج ثوري لمرض الزهايمر يبطئ تطور المرض 4 سنوات

الزهايمر
الزهايمر

أمل جديد لمرضى الزهايمر..كشفت دراسة علمية حديثة عن نتائج مذهلة لعقار جديد يُعرف باسم "ليكانيماب"، وصفه الباحثون بأنه "معجزة طبية" في مواجهة مرض الزهايمر. 

وأظهر هذا الدواء قدرة استثنائية على إبطاء تقدم الزهايمر لأربع سنوات، بل وسجّل في حالات محددة تحسنًا في القدرات الإدراكية للمرضى، ما يفتح باب الأمل أمام الملايين ممن يعانون من هذا الداء المستعصي.

نتائج الدراسة: أربعة أعوام من الثبات المعرفي

في تجربة سريرية شملت 478 مريضًا تلقوا عقار ليكانيماب منذ المراحل المبكرة للزهايمر، لاحظ الباحثون أن نسبة كبيرة منهم لم تشهد أي تراجع إدراكي يُذكر خلال أربع سنوات.

 وبلغ متوسط الزيادة في درجة الخرف 1.75 نقطة فقط، وهو ما يُعد تقدمًا بطيئًا مقارنة بالمعدل الطبيعي الذي يتراوح بين نقطتين إلى ثلاث سنويًا.

ومن أبرز النتائج، أن 69% من المرضى الذين لديهم مستويات منخفضة من بروتين "تاو" المرتبط بتدهور الخلايا العصبية لم يظهروا أي تدهور معرفي، فيما شهد 56% منهم تحسنًا فعليًا في قدراتهم الذهنية.

دواء يعالج السبب لا الأعراض

على خلاف معظم العلاجات التقليدية التي تركز على تخفيف أعراض الزهايمر، يعمل ليكانيماب كدواء معدّل لمسار المرض. 

ويستهدف الدواء بروتين "الأميلويد" المتراكم في الدماغ، والذي يُعتقد أنه أحد المسببات الأساسية لتلف الخلايا العصبية وظهور أعراض الزهايمر. وتُعد هذه المقاربة تحولًا جذريًا في استراتيجية العلاج.

رغم اعتماد وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة للعقار، إلا أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) رفضت توفيره للمرضى حتى الآن، معتبرة أن فوائده لا تزال "محدودة مقابل تكلفته المرتفعة". 

وأثار هذا القرار جدلاً واسعًا بين الأطباء وعائلات المرضى، لا سيما في ظل النتائج الواعدة التي قدمتها التجربة الأخيرة.

الخبراء: بداية موجة جديدة من العلاجات

البروفيسور كريستوفر فان دايك، قائد الدراسة من جامعة ييل، صرح بأن العقار يمنح المرضى "وقتًا ثمينًا"، مؤكدًا أن التدهور في الحالة الذهنية يمكن تأجيله لسنوات. من جانبها، أوضحت الدكتورة شيونا سكيلز من مؤسسة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة أن البيانات تمثل "نقلة نوعية"، مشيرة إلى أن بعض المرضى حافظوا على قدراتهم المعرفية بشكل ملحوظ حتى بعد التوقف عن تناول الدواء.

الزهايمر: التحدي العالمي المقبل

مع وصول عدد المصابين بالخرف في بريطانيا إلى نحو مليون شخص، وتوقعات بارتفاع العدد إلى 1.4 مليون بحلول عام 2040، يُعد الزهايمر أكبر تحدٍ صحي يواجه الأنظمة الطبية في العالم. 

ويبدو أن ليكانيماب ودونهما من العقاقير التي تعمل على تعديل مسار المرض قد تُشكّل بداية الطريق نحو احتواء هذا التهديد الصامت.

رغم التحفظات المؤسسية والتحديات المالية، فإن عقار ليكانيماب يمثل خطوة تاريخية في رحلة البحث عن علاج فعّال للزهايمر. 

ومع المزيد من الدراسات والدعم المؤسسي، قد نشهد في السنوات القليلة القادمة تحولًا حقيقيًا في مسار هذا المرض الذي لطالما بدا مستعصيًا على الطب.