مصر فى قلب فلسطين

أصحاب الأرض يتحدثون للوفد: نثمن دور القاهرة التاريخي فى الحفاظ على القضية
توالت أمس ردود الفعل الفسطينية الغاضبة والرافضة للحملة القذرة ضد مصر لرفضها خطة التهجير الصهيوامريكية لطرد الشعب الفلسطينى من ارضه بقطاع غزة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ينظم فيه المنتدى الفلسطينى لخريجى الجامعات المصرية والأزهر الشريف برئاسة الدكتور «توفيق أبوجراد» مؤتمرا حاشدا بمشاركة النخب الوطنية والاجتماعية والأكاديمية الفلسطينية تحت عنوان» شكراً مصر.. دعم لا ينضب لقضية لا تموت «فى مركز التضامن الإعلامى لنقابة الصحفيين الفلسطينينين حى الرمال بمدينة غزة احتجاجا على مظاهرات» كلاب الشاباك» وما يسمى بالحركة الاسلامية احدي اذرع جماعة الاخوان الارهابية بمستعمرات الداخل الفلسطينى المحتل.
وأعرب محمد أبوالرب، المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، عن قلقه إزاء محاولات بعض الجهات لاستغلال القضية الفلسطينية بهدف تشتيت الصف العربى وأكد أبوالرب أن الفلسطينيين يقدرون تماما الدعم المصرى والعربى لقضيتهم وأن وحدتهم ستظل ثابتة رغم هذه المحاولات.
وأشار إلى أنه فى الأزمات يشعر الإنسان أحيانا بالعجز، مما يدفعه للبحث عن تبريرات أو كبش فداء، وهو أمر يستغله البعض لإحداث الفوضى والتشويش على الرأى العام.
وأوضح أن هناك من يسعى لتحويل اتجاه الغضب الشعبى بعيدًا عن دولة الاحتلال والتركيز بدلًا من ذلك على الهجوم على دول داعمة كبرى مثل مصر والسعودية والأردن، مشيرا إلى أن هذا التحول المقصود يتطلب الحذر واليقظة لحماية التماسك والوحدة بين الشعوب العربية.
وأكد «وليد العوض «عضو المجلس المركزى الفلسطينيى انه لم يعد بعد هذا الوضوح وضوحا مشيرا إلى أن مظاهرة جماعة الاخوان المسلمين امام السفارة المصرية فى مستعمرات الاحتلال بالداخل هى امتداد لنشاط مختلف فروع الجماعة.
وأوضح «العوض» انه لا يمكن الفصل بينهما مشددا على انها إماطة اللثام عن جوهر مشروع الجماعة المعادى للوطنية الفلسطينية كما هو معادي لمصر العروبة التى تقف سداً منيعاً فى مواجهة خطر التهجير.
وأشار إلى انهم بتحريضهم هذا ونتائجه التى نراها إنهم يعاقبون مصر لأنها لم تفتح حدودها والمعبر لتنفيذ خطة التهجير التى يدعو لها سموترتش وبن غفير الذى أعطاهم تصريح التظاهر فهل بعد هذا الوضوح وضوحاً.
وأكد عضو المجلس المركزى الفلسطينى، أن موقف مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى تجاه القضية الفلسطينية ثابت لا يتغير، ويتجلى فى الانحياز الكامل لحقوق الشعب الفلسطينى العادلة والمشروعة، وعلى رأسها حقه فى الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
وأضاف العوض فى تصريحات لـ» للوفد» من قطاع غزة أن الرئيس «السيسى» شدد منذ اللحظة الأولى عن رفضه للابادة الجماعية المتواصلة على غزة منذ نحو 22 شهرا، مشيرا إلى أن القاهرة لم تكتف برفض الحرب، بل تصدت بشكل حاسم لمخططات التهجير الجماعى التى حاول الاحتلال فرضها على الفلسطينيين فى القطاع.
وأوضح العوض أن موقف القاهرة السياسى الواضح، ورفضها العلنى لحرب الإبادة ومحاولات التهجير، شكل مع الموقف الشعبى الفلسطينى، سدا منيعا أحبط المخطط الأخطر فى التاريخ لتصفية القضية الفلسطينية، عبر تدمير غزة ودفع أهلها نحو الرحيل.
مصر لم تجوعنا وليست سجنا لنا
مصر لم تجـوعـا فى اى يوم من الايام ولم تشارك فى ابادتنا أبدا كما يروج البعض لذلك..لم تكن سجنا لنا.. ولم تكن شوكة.. ولم تكن عقبة فى طريقنا بل هى أكثر البلدان التى كانت لها اليد الطولى فى المفاوضات..بعد عجزٍ كبير من دول الجوار.. وكانت من أكثر الدول التى أدخلت الإمدادات الينا المنسوبة لها ولشعبها عطفا على إمدادات الشعوب الأخرى
بتلك الكلمات عبر الصحفى والناشط الفلسطينى فى العمل الخيرى والاغاثى «خليل ابو اياس» فى تصريحات ل «الوفد «من القطاع عن امتنانه للقاهرة واستنكاره للحملة الممنهجة ضد مصر لرفضها تهجير الشعب الفلسطينى وتصفية القضية
وتساءل «الياس» الجميع يهاجم مصر فلا ندرى لماذا؟! هل هى شوكة فى حلوقهم أم أنهم يريدون أن يفقدوها مكانتها كونها قائدة رائدة لدفة الصراع؟».
ويضيف انهم حاولوا إخفاء دورها الحقيقى عن الساحة وفشلوا أن تنصيب بلدانا أخرى لتكون أما للدنيا بدلا عنها فخابوا وتابع «أردتم أن تنتزعوا حبها من قلوب الفلسطينيين لتحببوا أهل غزة فى موطن أكثر منها لكنكم خبتم وخاب مسعاكم.
أردتم تقزيمها.. حاولتم تصغيرها.. تحبون تحجيمها لكن هى بأعيننا أم الدنيا رغم انوفكم..شاء من شاء وأبى من أبى! ستحيا مصر بأهل غزة وشعبها».
أما الصحفى والمصور الفلسطينى «رافى الملح» فاجرى تشريحا لما يحدث ضد مصر على الساحة الدولية فقال أن شر البلية ما يضحك عندما يستغل النضال لتشويه الحقائق منددا بمشهد الوقفة الاحتجاجية فى مستعمرات الكيان الصهيوينى اللقيط بالداخل الفلسطينى المحتل أمام السفارة المصرية للمطالبة بفتح معبر رفح.
وأوضح «الملح» لـ«الوفد» أن الأمر لم يكن مجرد مظاهرة عابرة، بل كان مشهدا فاضحا يكشف عن حجم التناقض والضياع وذلك لعدة أسباب منها موقع المظاهرة ودلالاته.
وأشار إلى أن المظاهرة نظمت فى تل أبيب، عاصمة الكيان الصهيونى اللقيط، وبموافقة رسمية من شرطة الاحتلال وأضاف «الملح» أن السؤال الذى يفرض نفسه: إذا كان الاحتلال الإسرائيلى يرى أن فتح المعبر مصلحة إنسانية، فلماذا لا يفتح هو معبر كرم أبوسالم بشكل كامل؟ ولماذا يفرض حصارا جويا وبريا وبحريا على القطاع منذ سنوات؟
فتش عن المستفيد فى هذا المشهد
وشدد الصحفى والمصور الفلسطينى على أن توجيه الانتقادات لمصر من داخل إسرائيل يخدم سردية إسرائيلية تهدف إلى تبرئة ساحتها وتحميل المسئولية للآخرين.
وأضاف «الملح» أن الهدف الخاطئ هو الاعتصام كان أمام السفارة المصرية، وكأن مصر هى الجهة المسئولة عن إغلاق المعبر. موضحا أن الحقيقة هى أن معبر رفح يخضع لإدارة مشتركة بين مصر والسلطة الفلسطينية وبوجود الاحتلال لا توجد أى سلطة فلسطينية.
واشار إلى أن أغلب المعابر الأخرى تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة فقط. توجيه المطالبات لمصر وحدها يتجاهل عمدًا الجهة التى تفرض الحصار الأساسى، ويصرف الأنظار عن الدور الإسرائيلى فى الأزمة.
يؤكد «الملح «أن هذا المشهد يخدم عدة أطراف، أولهم الاحتلال الإسرائيلى الذى يجد فى هذه المظاهرات فرصة لتصدير الأزمة وإظهار نفسه بمظهر من يريد الحل لكن الآخرين يعيقونه. كما أن هذا المشهد يخدم بعض الأطراف الداخلية فى المنطقة، التى تستغل الأوضاع الإنسانية الصعبة لتشويه صورة الدول التى لا تتفق معها سياسيًا، وعلى رأسها مصر.
وجدد «الملح» تأكيده على أن النضال الحقيقى من أجل فلسطين وغزة يكون بتوحيد الصفوف وتوجيه الاتهامات إلى من يستحقها، وليس بتشتيت الجهود وتوجيهها إلى الاتجاه الخاطئ. مشيرا إلى أن مصر بذلت ولا تزال تبذل جهودًا كبيرة لفتح المعبر وتوصيل المساعدات، ومن يجهل ذلك أو يتجاهله، فهو لا يخدم القضية، بل يخدم أجندات أخرى.
«صمتكم كان صيام طهور»... وفقدتم البوصلة
وهاجم الاديب الشاعر الفلسطينى الكبير «ناصر عطالله» المظاهرة المشبوهة قائلا :«صمتكم كان صيام طهور، ليتكم بقيتم فى صيامكم على أن تجروا ذئابكم بعصى بن غفير!» واكد الصحفى الفلسطينى «عبدالله مقداد» قائلا «لم نشعر بالعار مثلما شعرنا بوجود هولاء» غزة ومن فى غزة منكم براء ومن وقفتكم ومن هتافكم المشبوه مصر عظيمة وستبقى عظيمة يا أوغاد».
وقال المحلل السياسى الفلسطينى الدكتور «محمود خلوف» من الضفة المحتلة موجها حديثه للمشاركين فى المظاهرة أمام السفارة المصرية بتل أبيب «لا أحب الشتائم ولا سياسة الردح»، أقولها بأسلوب حضارى، وبعيدا عن أى انحدار فى التعبيرأخطأتم الهدف، وهذه المسيرة انقلبت علينا.. رغم أن اليافطات المرفوعة لم أجد فيها هجوما على مصر بل مناشدات،... لكن الرسالة فهمت من الأشقاء بأنكم تحرضون.
وأضاف بقوله «الخلاصة لقد حرفتم البوصلة، وإلحاق الضرر، بالشعب الفلسطينى المكلوم، وبكم أنتم أيها المنظمون.. وهنا برز سوء التخطيط والعنوان الخطأ ما يستوجب التوضيح وحتى الاعتذارقد تكون النية حسنة ولكن الإخراج سىء والمكان خاطىء... يهمنا ثقة الشعب المصرى بنا، وألا ينقلب الرأى العام ضدنا».




