رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

إتجـــــاه

* الذى علينا أن نتذكره ونراقبه يوميا، ما الذى سينتهى إليه مستقبل سوريا، لأن الواقع على الأرض هناك، يتجه بسرعة كبيرة، نحو التقسيم الطائفى، على أساس ما تريده أى من إسرائيل، التى تدعم الجماعة الدرزية فى الجنوب، وما تريده أيضاّ تركيا من تنظيمات»الإرهاب»- ممثلة فيما يقال له، الرئيس أحمد الشرع- التى تولى السلطة فى البلاد، حتى يمكنها السيطرة على الشمال، ثم الراعية الأكبر لعملية التقسيم، وهى الولايات المتحدة الأمريكية، التى تتولى التنسيق بين القوى المتصارعة هناك، فى أخطر مؤامرة ابتزاز دولى، تحول بين أى احتمال، أن تعود سوريا مجدداّ، إلى ما يجب أن تكون عليه، دولة وطنية عربية موحدة، تحمى الأمن القومى العربى.. فى الشمال.
** بهذه الحالة، أخشى كما الملايين فى المشاع العربى، من أن يُفرِط هذا «الشرع»، فى سداد فواتير «تجليسه» على قمة السلطة فى «دمشق»، والمؤشرات تعكس إستعداده «الشخصى»، للقبول بمطالب وإملاءات، أى من الأطراف اللاعبة فى البلاد، وعلى وجه الخصوص»واشنطن»، التى تستغله تحت التهديد، بصفة أبومحمد الجولانى، زعيم»هيئة تحرير الشام»، المدرج على قوائم الإرهاب، و«تحتكره» لتنفيذ ما تراه الإدارة الأمريكية، شأناّ بضمانة مصالحها فى المنطقة، ومن ثم تظل سوريا دولة ضعيفة، كما لو أرادوها»منطقة عازلة»، تحقق رغبة «واشنطن»، فى قطع الطريق على محور روسيا والصين، وكذلك رغبة»تل أبيب»، فى تحييد إيران وحزب الله.
** كل هذا التخطيط والتدابير تجرى سراّ وعلناّ، والمؤلم فى المشهد، غياب الفكرة العربية، وتراجع الأنظمة العربية نفسها، عن الدور القومى والأخلاقى، الذى يحتم عليها، أن تكون فى طليعة المدافعين عن سوريا «قلب العروبة النابض»، وتأمينها موحدة، فى مواجهة أى صراع «أجنبى»، يتنافس على بناء مناطق النفوذ والسيطرة، ما ينتهى بتقسيمها، إلى كيانات صغيرة مذهبية وطائفية، وهى النتيجة التى سيوثق التاريخ، أن الجماعة العربية لم تتصد لهذه المؤامرة، بل ربما يسجل أيضاّ، مسئولية من تهاون أو ساعد على هذا المسار، تفضيلاّ لمصالح ضيقة، إن كانت بالهرولة والتطبيع، أوكانت- وهو غير الأخلاقى- لمجرد مكايدات سياسية، مع نظام بشار الأسد.
** نعلم، أنه منذ اندلاع الأزمة السورية، فى العام2011، وقد تبدل الحال إلى ساحة صراع إقليمى ودولى، اختلطت فيها النزاعات الطائفية بالمصالح الجيوسياسية، وسط تحالفات متناقضة، اجتمعت على الإطاحة بـ«الأسد»، وتفتيت الدولة السورية، ورغم ماجرى بإسقاط «دمشق»- 8 ديسمبر الماضى- غير أن البلاد انتقلت إلى حال أسوأ، وتعيش فى تمزق سياسى وانقسامات مجتمعية، حتى صار المصير والمستقبل، رهينة لموازين قوى «غريبة»، لا تملك حكومة «دمشق»، ولا رئيسها»الشرع»، التحكم أو السيطرة عليها، بقدر مسئولية التنازل «المريب»، عن مقدرات وحدود البلاد، وبمعايير مختلفة، بمقياس ماتقدمه جهات الصراع»الأجنبية»، من دعم ووعود بالبقاء والسلطة.
** لكن السؤال: هل يمكن إنقاذ«سوريا..مهد الحضارات» من التقسيم والتبعية..الإجابة المطمئنة، أنه لو إجتمعت إرادة سورية حقيقية، يساندها دور«عروبى» فاعل، بحيث تتفق على مهمة «قطعية»، تحمى وحدة الدولة السورية وسيادتها الوطنية، ودون ذلك، سوف تبقى سوريا محلاّ لصراع الآخرين، وسوف يبقى شعبها وقوداّ وثمناّ لهذا الصراع، وهو الأمر الطبيعى، طالما تجاهلت الأنظمة العربية، أهمية التعامل مع الملف السورى، طوال سنوات من تباين المواقف، بين القلة من هذه الأنظمة، حول شرعية نظام «الأسد»، حتى أنها بعد سقوطه والتطبيع مع «الشرع» لم تتمكن من إعادة سوريا للصف العربى..سيحاسبهم التاريخ، وسوف يحكم بإدانة كل من يملك روحاّ «عروبية»، ولم يشارك بالكلمة والرمز، إلى أن ننقذ الدولة السورية «الوطنية»..أولاّ: من حكم الإرهاب، وثانيًا: من طمع «الاستعمار» الجديد.

[email protected]