سامسونج تتعاون مع تسلا لتصنيع شريحة A16 بصفقة تتجاوز 16 مليار دولار
أعلنت شركة سامسونج للإلكترونيات عن توقيع اتفاقية استراتيجية ضخمة مع شركة تسلا لتصنيع شريحة الذكاء الاصطناعي الجديدة A16، في صفقة تبلغ قيمتها 22.8 تريليون وون كوري (ما يعادل 16.5 مليار دولار أمريكي)، وتمتد حتى عام 2033.
وتُعد هذه الخطوة نقلة نوعية في علاقة الشركتين، خصوصًا بعد إعلان إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، عبر منصة X (تويتر سابقًا) عن تفاصيل الشراكة، مؤكدًا أن تيسلا هي الطرف الثاني في هذه الاتفاقية.
الشريحة الجديدة ستُصنع في مصنع تابع لسامسونج يُجرى بناؤه حاليًا في تايلور بولاية تكساس الأمريكية، وهو نفس المصنع الذي كان يعاني من تأجيلات في افتتاحه مؤخرًا، بعد أن واجهت سامسونج صعوبة في جذب عملاء كبار له. إلا أن الصفقة الجديدة مع تيسلا أعادت إحياء المشروع، ما يمنح المصنع مستقبلًا إنتاجيًا واضحًا وذا أهمية استراتيجية.
وقال ماسك في منشور عبر منصة X:
"سيُخصّص مصنع سامسونج العملاق الجديد في تكساس لتصنيع شريحة AI6 من الجيل التالي لشركة تسلا. لا يمكن المبالغة في الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع."
ويشير هذا التعاون إلى تطور في استراتيجية تيسلا التقنية، خاصة في مجال تطوير معالجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بمنصتها للقيادة الذاتية الكاملة.
الجدير بالذكر أن سامسونج تُنتج حاليًا شريحة A14 التي تدعم أنظمة القيادة الذاتية في سيارات تسلا، بينما تولّت شركة TSMC المنافسة تصنيع الجيل التالي من الشريحة A15. ووفقًا لماسك، فقد تم الانتهاء مؤخرًا من التصميم الهندسي للمصنع الذي سيُنتج شريحة A16، ما يمهد الطريق لبدء مرحلة التصنيع في السنوات القادمة.
ورغم أهمية الصفقة، فإنها لا تخلو من الشروط التنظيمية الصارمة. فقد أكد ماسك أن تسلا ستساهم بشكل مباشر في تحسين كفاءة عمليات التصنيع داخل المصنع، قائلاً:
"وافقت سامسونج على السماح لتسلا بالمساهمة في تعظيم كفاءة التصنيع. هذه نقطة حاسمة وسأتابع الأمر بنفسي لتسريع التقدم، خاصة وأن المصنع يقع على بُعد مسافة قصيرة من منزلي في أوستن، تكساس."
وتُعزز هذه الصفقة موقع سامسونج في سباق تصنيع أشباه الموصلات، في ظل المنافسة الشرسة مع TSMC، وتمنح تسلا تفوقًا تقنيًا في مجال تطوير معالجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بسياراتها.
كما تعكس هذه الشراكة مدى عمق العلاقة بين شركات التكنولوجيا العملاقة وتوجهاتها المستقبلية نحو الذكاء الاصطناعي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في البنية التحتية التقنية الخاصة بها.