إحباط مؤامرة تظاهرات الخارج
 
الجاليات المصرية تتصدى لمخطط «إخوان أوروبا» المشبوه
فى تطور خطير يكشف ملامح خطة ممنهجة لاستهداف الدولة المصرية من الخارج، كثفت جماعة الإخوان الإرهابية من دعواتها التحريضية الرامية إلى زعزعة استقرار البعثات الدبلوماسية المصرية فى أوروبا وأمريكا، عبر افتعال أعمال شغب وتظاهرات منظمة تحمل شعارات زائفة. 
فبين شعارات زائفة وتحركات مشبوهة، يقف الوعى الشعبى للجاليات المصرية سداً منيعاً أمام محاولات الاختراق والتوظيف السياسى لمآسى الشعوب، فمصر التى فتحت قلبها وبيوتها لأبناء غزة لن يزايد عليها أحد. 
تقود هذا التحرك خلية إخوانية متمركزة فى تركيا، برعاية الإرهابى الهارب يحيى موسى، أحد أبرز قادة حركة «حسم» المصنفة إرهابية، وبمشاركة من عناصر تابعة لحركتى «ميدان» و«الكماليون». 
وتحولت الدعوات الإلكترونية سريعاً إلى ممارسات ميدانية، أبرزها ما وقع فى أمستردام، حيث قام أحد المحسوبين على الجماعة ويدعى أنس حبيب بإغلاق مدخل السفارة المصرية بقفل حديدى، بينما بث الواقعة مباشرة على الإنترنت، وتضمن سباً وشتائم بحق الدولة المصرية، وهو نفسه الذى يظهر بانتظام على شاشات قنوات «مكملين» و«الشرق» الداعمة للإخوان. 
وفى أوتاوا، تكرر المشهد بمحاولة فاشلة لاقتحام محيط السفارة المصرية، أثار خلالها أحد العناصر الفوضى بدعوى دعم غزة، متجاهلاً أن مصر هى الطرف العربى الوحيد الذى فتح أبوابه لإغاثة الجرحى وإدخال المساعدات رغم القصف المتكرر. 
تشير المعلومات إلى أن ما يحدث ليس عشوائياً، بل ضمن خطة تنسيقية تنفذها خلية يقودها الإرهابى يحيى موسى، وتضم شخصيات بارزة من تنظيم الإخوان، حيث تشمل الخطة تنظيم تظاهرات متزامنة فى لندن، باريس، برلين، فيينا، أوتاوا، بروكسل، وأمستردام، مع توزيع أدوار محددة ومسئولين عن كل ساحة، وتوجيه محتوى الرسائل الإعلامية لتبدو «حقوقية» بينما تحمل مضموناً تحريضياً يهدف صورة مصر فى الأساس. 
وفى المقابل، أصدرت عدة اتحادات ومجالس للجاليات المصرية فى أوروبا وأمريكا بيانات إدانة صريحة لهذه الدعوات المشبوهة، مؤكدين وقوفهم إلى جانب مؤسسات الدولة المصرية ورفضهم الزج باسمهم فى أى تحركات من شأنها الإساءة إلى صورة مصر أو استهداف بعثاتها الدبلوماسية. 
وأكدوا أن محاولات جماعة الإخوان الإرهابية لتصدير أزماتها إلى الخارج عبر افتعال التظاهرات والشغب أمام السفارات المصرية، لن تنجح فى النيل من صورة الدولة أو تعطيل مسارها الوطنى، فوعى الجاليات المصرية فى الخارج، وارتباطها العميق بالوطن، شكل خط دفاع متقدماً أسقط تلك التحركات المشبوهة فى مهدها. 
وبدورها أعربت مرفت خليل، رئيسة الاتحاد العام للمصريين فى الخارج، استياءها من محاولة عدد من الأفراد غلق السفارة المصرية فى لندن، ووصفت هذا الفعل بأنه «تشويه غير مسئول لصورة مصر ودورها المحورى فى دعم القضية الفلسطينية». 
وقالت خليل فى تصريحات صحفية لـ«الوفد»، إن «ما حدث تقف وراءه قلة مدفوعة الأجر، معظمهم من صغار السن، لا يدركون شيئاً عن حقيقة الأوضاع أو الجهود المصرية». 
وأضافت أن منظمى الوقفة لم يحصلوا على تصاريح رسمية من السلطات البريطانية كما هو متبع قانوناً، مؤكدة: «لو علمنا مسبقاً بهذه الوقفة غير القانونية، لكنا أول من يتصدى لها كمصريين شرفاء». 
وأدان علاء ثابت، رئيس بيت العائلة المصرية فى ألمانيا بشدة الاعتداءات التى تتعرض لها بعض السفارات المصرية فى الخارج، مؤكداً أن ما يحدث من تجاوزات غوغائية لا يعبر عن المصريين الشرفاء فى المهجر، بل يعد محاولة ممنهجة لتشويه صورة الدولة المصرية أمام المجتمع الدولى، خاصة فيما يتعلق بموقفها الثابت من القضية الفلسطينية. 
وطالب بيت العائلة المصرية السلطات الأمنية فى الدول التى شهدت مثل هذه الاعتداءات بالقيام بدورها القانونى فى حماية البعثات الدبلوماسية، والتعامل بحزم مع مثيرى الفوضى، وفقاً لما تنص عليه الاتفاقيات الدولية والأعراف الدبلوماسية. 
واستنكر مختار العشرى، رئيس النادى المصرى فى فرنسا، الدعوات التحريضية التى أطلقتها بعض العناصر الإخوانية للاعتداء على السفارة المصرية فى باريس، مؤكداً أن ما تقوم به تلك الجماعة ليس سوى محاولة يائسة للفت الأنظار، بعدما لفظها الشارع المصرى وتلقت ضربات قاسية أفقدتها تأثيرها تماماً فى الداخل. 
وقال العشرى فى تصريح خاص إن «ما نشهده من تحركات محدودة فى الخارج إنما يعكس حجم الحقد والانتقام الذى يملأ نفوس من تبقى من عناصر هذا التنظيم، بعد أن تم القضاء على بنيته الأساسية داخل مصر». 
وأكد العشرى أن الجالية المصرية فى فرنسا ترفض تماماً مثل هذه الممارسات الخائنة، وتدرك جيداً أهدافها الخبيثة، موضحاً أن المصريين فى الخارج يقفون صفاً واحداً خلف دولتهم، ويدينون أى محاولة للإساءة لمؤسساتها الدبلوماسية أو المساس بسيادتها.