إشاعات والجن والعفاريت في قرية برخيل… بين الحقيقة والوهم

تعيش قرية برخيل التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج حالة من الرعب والقلق بعد سلسلة حرائق غامضة التهمت منازل عديدة خلال الأيام الماضية. ورغم محاولات الحماية المدنية المتكررة لإخماد النيران، إلا أن الحرائق تعود للاشتعال بشكل مفاجئ، وهو ما أثار علامات استفهام كبرى حول الأسباب الحقيقية.
وسط هذا المشهد المأساوي، انتشرت الإشاعات بسرعة بين الأهالي. البعض يؤكد أن وراء ما يحدث "قبيلة من الجن" تسكن القرية وتنتقم من سكانها، فيما تداول آخرون أن السبب يعود إلى العبث بقطع أثرية مدفونة، ما جلب لعنة غامضة على القرية. هذه الروايات وجدت صدى واسعًا خاصة مع تداول أنباء عن قدوم مشايخ من المغرب لمحاولة تهدئة الموقف والتعامل مع "الجن"، وهو ما زاد من الغموض.
لكن رغم تصاعد هذه الحكايات، لم تعلن الجهات الرسمية حتى الآن عن سبب علمي أو جنائي واضح للحرائق. النيابة تباشر التحقيقات، وهناك مطالبات بضرورة إرسال لجنة متخصصة من خبراء البحث العلمي والطب الشرعي للكشف عن الأسباب الحقيقية.
ما يحدث في برخيل ليس مجرد أزمة محلية، بل نموذج حيّ لكيفية صناعة الخرافة وسط غياب المعلومة الدقيقة. في ظل الخوف والمعاناة، تتحول الإشاعات إلى حقائق في نظر الناس، وتُستخدم الأساطير كوسيلة لتفسير ما لا يمكنهم فهمه.
ويبقى السؤال: هل ما يحدث في برخيل كارثة طبيعية، جريمة متعمدة، أم مجرد بيئة خصبة غذتها الإشاعات والخوف حتى أصبح "الجن" بطل المشهد؟
الأيام القادمة وحدها ستكشف الحقيقة، لكن المؤكد أن أهل القرية يحتاجون الآن إلى حلول جذرية، وليس إلى المزيد من الأساطير.






