حين تحترق البيوت تشتعل النخوة.. البلينا تسند برخيل في مواجهة النيران الغامضة
تشهد قرية برخيل التابعة لمركز البلينا جنوب محافظة سوهاج، حالة من الذعر الشعبي والاستنفار المجتمعي، إثر سلسلة حرائق متكررة اندلعت خلال الأيام الأخيرة في عدد كبير من منازل القرية، وسط غموض يكتنف أسبابها، وعجز الأجهزة المختصة حتى الآن عن تقديم تفسير علمي أو جنائي واضح.
نار بلا سبب.. والهلع يعمّ القرية
وبحسب روايات الأهالي، فإن النيران تشتعل فجأة داخل المنازل، سواء من الأسطح أو في أحواش الماشية، دون مقدمات أو أسباب واضحة.
بدأت الحرائق بعدة منازل ثم توسعت لتطال أجزاء متفرقة من القرية، وسط فشل محاولات الإطفاء التقليدية في السيطرة عليها بشكل كامل.
في بداية الأزمة، أرجعت بعض الجهات الأمر إلى ماس كهربائي أو توصيلات عشوائية، أو تطاير الشرر من المواقد، إلا أن تكرار الحرائق ليلاً ونهارًا ونشوبها في أماكن غير متصلة بالكهرباء، دفع الكثيرين إلى الشكوك في تفسيرات خارقة أو غيبية، حيث راجت على مواقع التواصل منشورات تشير إلى الجان أو الأيادي الخفية، ما زاد من حدة الهلع بين السكان.
"شباب برديس" يطلقون مبادرة إطفاء ودعم
في لفتة إنسانية تعكس شهامة أبناء الصعيد، أعلن اتحاد شباب برديس التابع لدائرة مركز البلينا، عن تضامنه الكامل مع سكان قرية برخيل، مطلقًا مبادرة بعنوان "اتحاد شباب برديس الخير"، لتوفير وسائل الإطفاء والدعم النفسي للأهالي.
ودعا شباب برديس أهالي القرى المجاورة ممن يمتلكون طفايات حريق أو خراطيم كبيرة للانضمام إليهم صباح الثلاثاء للمشاركة في عمليات المساعدة، مؤكدين أن التضامن المجتمعي هو خط الدفاع الأول في مثل هذه الأزمات.
الأزهر الشريف يتدخل لطمأنة الأهالي وتصحيح المفاهيم
استجابة لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، نظّمت منطقة سوهاج الأزهرية، برئاسة الدكتور محمد حسني، زيارة ميدانية إلى قرية برخيل، ضمت عددًا من المشايخ والدعاة، بهدف الاستماع إلى شهادات الأهالي، وتقصي الحقائق، وبث الطمأنينة في نفوس المتضررين.
وحرص مشايخ الأزهر على تفنيد الشبهات والمزاعم المرتبطة بالغيبيات والخرافات، مؤكدين أن التحصين بالعلم والوعي والدين الصحيح هو السبيل لتجاوز مثل هذه المحن، داعين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات أو التفسيرات غير الموثوقة.
هل من تفسير؟
رغم التضامن الشعبي والتدخلات الرسمية والدينية، لا يزال لغز حرائق برخيل قائمًا، وتبقى التساؤلات معلقة:
هل وراء هذه النيران عامل مجهول أو متعمد؟
أم أن هناك خللاً بيئيًا أو تقنيًا لم يُكشف عنه بعد؟
ومتى يشعر سكان القرية بالأمان من جديد؟
