من جدة إلى الخرطوم والجزائر.. 3 أفلام عربية تضيء مهرجان فينيسيا السينمائي
يشهد مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ82 مشاركة عربية متميزة من خلال ثلاثة أفلام تمثل كلًا من السعودية والسودان والجزائر، ضمن الاختيارات الرسمية للمهرجان، في تأكيد جديد على الحضور المتنامي للسينما العربية على الساحة العالمية.
"هجرة".. رحلة إنسانية في قلب المملكة
يشارك فيلم "هجرة" للمخرجة السعودية شهد أمين في مسابقة Spotlight، وهو ثاني أعمالها الروائية بعد فيلم "سيدة البحر" الذي نال إشادات نقدية واسعة. تدور أحداث الفيلم عام 2001، حيث تسافر جدة من جنوب السعودية إلى مكة المكرمة برفقة حفيدتيها، لكن رحلة الحج تأخذ منحى مختلفًا عندما تختفي الحفيدة الكبرى، لتنطلق الجدة مع الحفيدة الصغرى شمالًا في رحلة بحث تمزج بين الجغرافيا والروح.
يقدم الفيلم سردًا شاعريًا وإنسانيًا يعكس تنوع المملكة الثقافي والحضاري وعمقها التاريخي، ويشارك في بطولته كل من خيرية نظمي، نواف الظفيري، لمار فدان، وبراء عالم، بدعم من جهات إنتاجية وثقافية داخل المملكة وخارجها.
"ملكة القطن".. دراما نسوية من قلب الريف السوداني
في قسم أسبوع النقاد الدولي، يُعرض فيلم "ملكة القطن"، أول فيلم روائي طويل للمخرجة سوزانا ميرغني، بعد نجاحها اللافت بفيلمها القصير "الست".
وتدور أحداث الفيلم في قرية سودانية تعيش على زراعة القطن، وتحكي قصة نفيسة، المراهقة التي تربت على بطولات جدتها "الست"، زعيمة القرية في زمن الاستعمار البريطاني.
عندما يصل مستثمر شاب يحمل بذور قطن معدلة وراثيًا، تدخل نفيسة في صراع وجودي لحماية تراث قريتها وهويتها، في سرد يعكس نضجًا نسويًا ووعيًا بيئيًا. الفيلم من بطولة ميهاد مرتضى، رابحة محمد محمود، طلعت فريد، حرم بشير، محمد موسى، وحسن محيي الدين، ومن إنتاج مشترك بين عدة دول من بينها ألمانيا، فرنسا، فلسطين، قطر، السعودية، ومصر.
"رقية".. رعب نفسي جزائري بطابع خاص
أما الفيلم الثالث، فهو "رقية"، أول عمل روائي طويل للمخرج يانيس كوسيم، ويُعرض أيضًا ضمن قسم أسبوع النقاد الدولي، ويدور الفيلم في إطار من الرعب النفسي، حيث يتناول قصة أحمد، الذي فقد ذاكرته بعد حادثة غامضة عام 1993، ويعيش في الحاضر تحت رعاية شيخ مسن يعاني من الزهايمر، ومع تداخل الزمنين، يعود تهديد قديم كان مدفونًا منذ ثلاثين عامًا.
الفيلم من بطولة أكرم جغيم، علي نموس، ومصطفى جادجام، وقد حصل على دعم من مؤسسات ثقافية وفنية في الجزائر، فرنسا، وصناديق دعم عربية، منها صندوق البحر الأحمر، آفاق، ومؤسسة الدوحة للأفلام.
حضور عربي يلفت الأنظار
تعكس مشاركة هذه الأفلام الثلاثة التنوع الغني في الرؤى السينمائية العربية، من الرعب النفسي إلى الدراما النسوية والرحلات الإنسانية، كما تُبرز قدرة السينمائيين العرب على تقديم أعمال رصينة تصل إلى جمهور عالمي عبر أعرق المحافل الدولية، وتُعد هذه المشاركة دليلاً جديدًا على تطور صناعة السينما في المنطقة، ومدى انفتاحها على قصص محلية تُروى بلغة عالمية.
