رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

الشعاب المرجانية في خطر.. الاستخدام المفرط للغوص والسنوركلينج يهدد كنوز البحر الأحمر

بوابة الوفد الإلكترونية

تشهد مناطق متفرقة من البحر الأحمر، لا سيما بالقرب من مدينة الغردقة، ضغوطًا بيئية متزايدة تهدد الشعاب المرجانية، نتيجة ارتفاع معدلات الغوص والسنوركلينج إلى مستويات غير مسبوقة، تجاوزت المعدل العالمي المسموح به لعدد الغوصات السنوية لكل موقع.

وأدى الاستخدام المفرط لتلك المناطق من قبل ممارسي رياضات الغوص والسنوركلينج إلى تدهور واضح في صحة الشعاب المرجانية، التي تُعد من أغنى النظم البيئية وأكثرها حساسية. وأبرز مثال على ذلك ما حدث في شعاب السقالة الشهيرة، حيث تسبب التزاحم وكثافة الاستخدام على مدار الأعوام الماضية في إلحاق أضرار جسيمة ببيئتها المرجانية، وصلت إلى حد تدمير أجزاء منها بصورة شبه كاملة.

وحذّر خبراء البيئة والبحار من استمرار هذا الوضع، مؤكدين أن الشعاب المرجانية، رغم قدرتها الطبيعية على التجدد، لا تتحمل هذا القدر من الضغط البشري المتواصل دون أن تنهار. وأوضح الدكتور هشام جنينة، أستاذ علوم البحار، في تصريحات إعلامية سابقة، أن المعدل الآمن عالميًا لاستخدام مواقع الغوص يجب ألا يتجاوز 5 آلاف غوصة سنويًا للموقع الواحد، في حين سجّلت بعض مناطق البحر الأحمر أكثر من 15 ألف غوصة سنويًا، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف المعدل الآمن.

ودعا مختصون في السياحة البيئية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على هذه الثروة الطبيعية، من خلال فتح مواقع غوص جديدة موزعة جغرافيًا لتخفيف الضغط عن المواقع القديمة، إلى جانب تفعيل أنظمة الرقابة على مراكز الغوص، وتوعية السائحين والمرشدين بالأساليب الصديقة للبيئة أثناء ممارسة الأنشطة البحرية.

وفي هذا السياق، أكدت وزارة البيئة أنها تعمل حاليًا بالتنسيق مع الجهات المختصة لإعادة تقييم الطاقة الاستيعابية لمواقع الغوص بالبحر الأحمر، مع دراسة إمكانية فرض رسوم بيئية تُخصص لصيانة الشعاب المتضررة، وتمويل برامج التوعية والتأهيل البيئي.

ويُذكر أن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر تُعد من بين الأجمل والأكثر تنوعًا وروعة على مستوى العالم، وتُمثل عنصر جذب رئيسي للسياحة البحرية في مصر، إلا أن استمرار الضغط عليها دون تنظيم وقوانين قد يفقد البلاد أحد أهم أصولها الطبيعية، ويقوّض مستقبل السياحة البيئية في المنطقة.