العلاقات المصرية الصينية.. تطور كبير ملحوظ بشراكة استراتيجية ودبلوماسية متوازنة بين البلدين

شهدت العلاقات المصرية الصينية تطورًا غير مسبوق، خلال الأعوام الماضية في مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية بين البلدين، وفي مايو 2024، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة رسمية إلى الصين دعى إليها الرئيس شي جين بينغ، وأسفرت عن توقيع البرنامج التنفيذي للشراكة الاستراتيجية الشاملة للفترة (2024‑2028)، وبداية السنة التبادلية المصرية‑الصينية، التي تكرّس العلاقات بين البلدين نحو آفاق جديدة .
وفي نفس السياق أظهرت الزيارة الأخيرة لرئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ لمصر تطورا ملحوظا في العلاقات بين البلدين، من تبادل التجارة إلى شراكة استراتيجية شاملة تستند إلى نقل التكنولوجيا، تطوير البنية التحتية، تمكين الموارد البشرية، وتعزيز الموقع الجيوسياسي لمصر كبوابة للصين نحو إفريقيا والعالم، في عقد يُتوقع أن يكن الذهبية للعلاقات بينهما، وفيما يلي تسلسل لتطور العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية:
من جانب الأبعاد الاقتصادية:
بلغ حجم التبادل التجاري حوالي 17 مليار دولار في 2024، مع زيادة استثمارات صينية ملحوظة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشاريع العاصمة الإدارية الجديدة بالإضافة إلى نطاق القاهرة الجديدة .
مشاريع بارزة بين البلدين محطة كوم أمبو للطاقة الشمسية (500 ميجاوات) تغذي ما يقارب 256 ألف أسرة مصرية، إضافة لإقامة المناطق الصناعية مثل المنطقة الاقتصادية والتجارية الصينية في قناة السويس والتي تضم أكثر من 180 شركة .
التقنيات والبنية التحتية المستقبلية
اما عن قطاع الفضاء فقد أنشأت الصين مدينة الفضاء بالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة، بدعم تقنية أقمار صناعية ومراقبة أرضية، حيث أنشأت مصر أول قمر تم تجميعه محلياً بإشراف صيني، إضافة إلى أقمار أخرى للمراقبة الفائقة الجودة، مما يعزز قدرات المسح الجوي المحلية والدولية .
وفي مجال الذكاء الاصطناعي والتعليم، هناك خطط إدخال اللغة الصينية في المناهج، وتطوير البرامج الجامعية وتقنيات التعليم، إلى جانب مشروعات "ورش لوبان" للتدريب الفني والتقني التي أطلقتها الصين داخل مصر .
السياحة والتعليم:
ومن جهة أخري، وصل عدد السياح الصينيين إلى حوالي 300 ألف في 2024 مع رحلات طيران مباشرة أسبوعية، وتوسع توزيع اللغة الصينية في المدارس والجامعات المصرية، اضافة الي فعاليات ثقافية عمرانية كمنتدى طريق الحرير ومهرجان السينما الصينية، إلى جانب تعاون أثري واسع في مشروعات مثل كشف معبد مونتو في الكرنك ومسح رقمي بمنطقة سقارة باستخدام تقنية 3D .
سفير الصين بالقاهرة: مصر شريك مهم لـ بكين
وفي ذات السياق أكد السفير لياو لي تشيانغ سفير الصين لدي مصر ، أن مصر دولة مهمة فى الشرق الأوسط كما أن التواصل بين الصين ومصر يرفع العلاقات نحو مستقبل مشترك، مشيرا إلى أن العالم شهد تغيرات كبيرة بعد الحرب العالمية الثانية، و أن مصر ساهمت فى تحقيق السلام ودفع التعاون للمستقبل وقدمت مساهمة كبيرة لتحقيق العدالة والانصاف.
وأوضح سفير الصين بالقاهرة، أن العلاقات المصرية الصينية تخطو بخطوات ثابتة خاصة عقب زيارة زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لمصر والتي تعتبر زيارة تاريخية ومهمة جدا ، حيث أنها تعد الزيارة الأولي منذ 16 عام لمصر خاصة والقارة الإفريقية.
مؤكدا علي أن الزيارة تعكس اهتمام حكومة الصين بالعلاقات مع مصر كما أنها تسعي لتعزيز الثقة المتبادلة بين البلدين، فضلا عن السعي فى ترقية العلاقات لمستويات أعلي احتفالا بمرور 70 عاما علي العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأوضح سفير الصين بالقاهرة، أن بكين حريصة علي التعاون مع مصر والدول العربية لمحاربة الإرهاب وتحقيق التنمية ، وأن هناك توافق فى الكثير من القضايا بين مصر والصين مشيرا إلي ضرورة معارضة لغة القوة فى العالم و اللجوء إلي الحرب فضلا عن ضرورة احترام وحدة الأرض وسيادة القانون وكذلك دعم قضية فلسطين .
الجدير بالذكر أن مصر تدعم الصين في قضايا مثل "مبدأ الصين الواحدة"، بينما الصين تعزز موقف مصر إقليمياً في مواجهة الإرهاب والاضطرابات، كما توسّع التنسيق داخل منتديات مثل بريكس وبنك التنمية الجديد وبنك البنية التحتية الآسيوي، وهذا ما ظهر في ملتقى قمة الدول العربية – الصينية، عندما أعلن الرئيس الصيني شي جينبينج، دعمًا إنسانيًا لفلسطين، ودعم مصر سياسيًا واقتصاديًا.