مجلس الجامعة العربية يتّحد ضد سياسة التجويع والإبادة في غزة ويدعو لكسر الحصار وفتح المعابر وإدخال المساعدات

أدان مجلس الجامعة العربية بشدة السياسات الإسرائيلية التي تحاصر قطاع غزة، وتمنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، مطالبًا بتحرّك دولي فوري لوقف العدوان والاعتراف بالمجاعة المتفشية، داعيًا إلى كسر الحصار وفتح المعابر وإدخال المساعدات دون قيود.
  
جاء ذلك في جلسة استثنائية عقدها مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اليوم الثلاثاء، برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية، وبناءً على طلب من دولة فلسطين وتأييد الدول الأعضاء، أطلق المجلس حزمة من القرارات السياسية والدبلوماسية لمواجهة الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، والتي اعتبرها المجلس صورة واضحة لجريمة إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

و بحضور الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، وسفراء الدول الأعضاء، حيث أجمعت الكلمات والمداخلات على الإدانة الشديدة لاستخدام الاحتلال سياسة التجويع كسلاح حرب، وتحويل القطاع إلى منطقة مجاعة محاصرة.

كما طالب المجلس بتفعيل آليات المحاسبة الدولية، واعتبر استخدام "المساعدات الإنسانية" كأداة للابتزاز والتجويع، من خلال مؤسسات مشبوهة مثل "مؤسسة غزة الإنسانية"، جريمة بحد ذاتها، محملًا الجهات الداعمة لها المسؤولية القانونية الكاملة.

رفض تهويد المسجد الإبراهيمي:

في ملف آخر، أدان المجلس محاولات الاحتلال الإسرائيلي لانتزاع صلاحيات بلدية الخليل في إدارة المسجد الإبراهيمي ومحيطه، واعتبر تلك المحاولات جزءًا من سياسة تهويدية خطيرة تهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية ومصادرة الإرث الديني والتاريخي للمدينة.

وأكد المجلس على السيادة الفلسطينية الكاملة على المسجد الإبراهيمي، محذرًا من العواقب المترتبة على تغيير الوضع القائم، داعيًا اليونسكو لتفعيل قراراتها ذات الصلة، وتوثيق الانتهاكات المستمرة بحق المواقع الدينية في الخليل.

دعوات وتحركات دبلوماسية موسعة:

دعا المجلس المجتمع الدولي، لا سيما الولايات المتحدة، إلى الضغط على الاحتلال لفتح المعابر فورًا، كما حيّا بيان 28 دولة من بينها 21 دولة أوروبية طالبت بوقف العدوان الإسرائيلي ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة.

كما ثمّن المجلس مواقف عدد من مسؤولي الأمم المتحدة، وعلى رأسهم المقررة الخاصة فرانشيسكا البانيز، الذين يواجهون ضغوطًا بسبب فضحهم لجرائم الاحتلال، مشددًا على أهمية استمرار الدعم لهم.

وطالب المجلس بعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن، عبر التنسيق مع الجزائر والصومال (العضوين العربيين غير الدائمين)، لإصدار قرار ملزم بإنهاء الحصار.

العراق يعلن تأييده مع تحفظ:

سجّلت جمهورية العراق تأييدها لما ورد في القرار، مع التحفّظ على أي إشارة صريحة أو ضمنية إلى "إسرائيل" باعتبارها "دولة"، التزامًا بالقوانين العراقية النافذة.

وختم البيان الصادر عن الاجتماع أن مجلس الجامعة العربية قرر إبقاء نفسه في حالة انعقاد دائم، مع تكليف الأمين العام للجامعة العربية بمتابعة تنفيذ القرار ورفع تقرير مفصّل في الدورة المقبلة.