جاك دورسي يطلق تطبيقين جديدين بتمويل 10 ملايين دولار
عاد جاك دورسي، المؤسس المشارك لتويتر والرئيس التنفيذي لشركة "بلوك"، إلى دائرة الأضواء عبر كشفه عن مشروعين تقنيين جديدين، يعكسان توجهه المتزايد نحو دعم البرمجيات مفتوحة المصدر والبروتوكولات اللامركزية.
التطبيق الأول هو "بيتشات"، وهو تطبيق مراسلة يعمل عبر تقنية البلوتوث، ما يتيح للمستخدمين التواصل دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت، أما التطبيق الثاني، "صن داي"، فيُستخدم لتتبع التعرض للأشعة فوق البنفسجية، بهدف تعزيز الوعي الصحي الشخصي.
وجمع جاك دورسي هذين التطبيقين تحت مظلة مجموعة تطوير جديدة تُدعى "وأشياء أخرى"، وهي منظمة غير ربحية يدعمها بتمويل قدره عشرة ملايين دولار من خلال مؤسسته الخيرية "Start Small"، وذلك بحسب ما أفاد به موقع "تك كرانش".
تهدف مجموعة "وأشياء أخرى" إلى تطوير مشاريع مفتوحة المصدر تخدم المستخدمين العاديين، خصوصًا في مجالات التواصل الاجتماعي، وتقديم أدوات تقنية لمطوري التطبيقات، ويعمل فريق المشروع من خلال بروتوكول "نوستر"، وهو مشروع تواصل اجتماعي لامركزي يحظى كذلك بدعم مالي من دورسي.
تركز المجموعة على نقل نوستر من كونه مجرد بروتوكول تجريبي إلى نظام بيئي رقمي أكثر استدامة وانتشارًا، كما يطمح الفريق إلى تطوير أدوات وتقنيات على بروتوكولات مثل ActivityPub، وهو نفس البروتوكول الذي تعتمد عليه منصة ماستودون، بالإضافة إلى أدوات الدفع الرقمية مثل "كاش يو".
ضمن سلسلة المشاريع التي طوّرها الفريق حتى الآن، يأتي تطبيق "heynow" لتسجيل الملاحظات الصوتية، وتطبيق مراسلة مشفر باسم "White Noise"، إلى جانب مجتمع تواصل اجتماعي يُعرف باسم "+chorus"، وتطبيق "Shakespeare" المخصص لمساعدة المطورين على بناء تطبيقات اجتماعية باستخدام الذكاء الاصطناعي وبروتوكول نوستر.
الفريق يضم شخصيات لافتة، من بينها كالي، مبتكر منصة كاش يو، وكذلك إيفان هينشو-بلاث، أول موظف في تويتر، ما يمنح المشروع عمقًا تقنيًا وتاريخيًا.
اهتمام جاك دورسي بالبروتوكولات المفتوحة ليس جديدًا. ففي عام 2019، خلال فترة توليه رئاسة تويتر للمرة الثانية، أطلق مشروعًا لتطوير معيار تواصل اجتماعي مفتوح، والذي تحوّل لاحقًا إلى شركة بلوسكي. إلا أن دورسي انسحب من مجلس إدارة بلوسكي عام 2023، منتقدًا أسلوب إدارتها، واتهمها بتكرار الأخطاء التي وقعت فيها تويتر، خاصة ما يتعلق بأنظمة الإشراف المركزية.
في تصريحات حديثة عبر بودكاست جديد، أشار جاك دورسي إلى أن تويتر كان يمكن أن يتحول إلى منصة مفتوحة المصدر لولا ارتباطه بالمعلنين والمصالح التجارية، وعبّر عن رغبته في توجيه جهوده نحو أنظمة تكنولوجية أكثر انفتاحًا ولامركزية، مشابهة لعملة بيتكوين، حيث لا تتحكم فيها جهة واحدة ويمكن للجميع البناء فوقها بحرية.
عودة جاك دورسي بهذه المبادرات تضعه مجددًا في موقع مؤثر داخل مشهد التكنولوجيا العالمية، في وقت يشهد فيه العالم تحولات كبيرة نحو الأنظمة الرقمية المستقلة والبروتوكولات المفتوحة، التي قد تعيد تشكيل مستقبل الإنترنت والتواصل الاجتماعي من جديد.