محلل سياسي فلسطيني: ما يحدث بغزة إبادة جماعية.. والعالم يتواطأ بالصمت والمجاعة

 اتهم المحلل السياسي الفلسطيني نزار نزال، المجتمع الدولي، وعلى رأسه المنظمات الدولية والولايات المتحدة وإسرائيل، بتحمّل المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، مؤكدًا أن ما يحدث يمثل وصمة عار على جبين العالم بأسره.

الكارثة الإنسانية في قطاع غزة:

 قال “نزال”، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة “إكسترا نيوز”، إن العالم كله يتحمل مسؤولية الموت الذي يُوزع في غزة، خصوصًا المنظمات الدولية والمنظومة الدولية بالدرجة الأولى، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والسلطات الإسرائيلية وقوات الاحتلال، هؤلاء هم المسؤولون بالدرجة الكبرى عن حصار شعب كامل مكوّن من 2 مليون و300 ألف إنسان يتساقطون واحدًا تلو الآخر من الجوع.

 وأضاف: "إسرائيل، والولايات المتحدة، والنظام الأوروبي، ومجلس الأمن، والجمعية العامة، ومحكمة الجنايات الدولية، ومحكمة العدل الدولية، والمنظمات الدولية كافة، مسؤولون عن تحويل شعارات حقوق الإنسان إلى أدوات للقتل والتجويع، فبدلًا من الحديث عن كرامة الإنسان، أصبحنا نشهد تقليص عدد السكان الفلسطينيين عبر الجوع والمرض والنزوح".

 لم يدخل إلى غزة سوى الموت:

 وتابع: "منذ ما يزيد على 22 شهرًا، لم يدخل إلى غزة سوى الموت، لا مساعدات ولا إغاثة، الفلسطينيون يبحثون عن كِسرة خبز، وقد أخبرني أحد المواطنين في مواصي خان يونس أنه منذ 48 يومًا لم يأكل هو وأسرته قطعة خبز واحدة، وأطفاله يتلوّون من الجوع".

 وحذّر نزال من أن الوضع في غزة يتجه إلى الانهيار الكامل، الناس تموت في الشوارع، إنها مجزرة تُرتكب على الهواء مباشرة أمام العالم، بينما تفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها عسكريًا وسياسيًا.

 وعن أسباب صمت المجتمع الدولي، قال نزال إن "المتغيرات العالمية أضعفت التأثير الأوروبي، وهناك انقسام واضح بين أوروبا والولايات المتحدة، التي تصطف بشكل كامل خلف إسرائيل، نتنياهو وترامب يسعيان لإعادة هندسة المنطقة بشريًا وثقافيًا".

 وأضاف: "غياب أوروبا أعطى إسرائيل الضوء الأخضر، وقد قالها ستيف وتكوف بصراحة: أطلقنا العنان لإسرائيل لتفعل ما تريد، هناك أيضًا عجز عربي رسمي، نحن لا نطالب فقط بوقف القصف، بل بمنع وقوع مجاعة شاملة في القطاع".

 وشدد على أن مصر قدمت الكثير للقضية الفلسطينية، ورفضت التهجير وحافظت على ثوابت القضية، مضيفًا: "لكننا نطالب بتحرك عربي شامل، لا بد من عقد قمة عربية طارئة تصدر قرارًا واضحًا بدخول المساعدات إلى غزة، وإلا فليتحمل الجميع مسؤولية ما سيحدث".