15 نشاطًا توعويًا بالشرقية لحثّ المواطنين على الاستفادة من المخلفات الزراعية
شهدت محافظة الشرقية تنفيذ عدد من الأنشطة التوعوية الهادفة إلى ترسيخ أهمية الاستفادة من المخلفات الزراعية، وتحديدًا قش الأرز، عبر إعادة تدويره وتحويله إلى موارد اقتصادية مثل الأعلاف والسماد العضوي، بدلًا من حرقه بطريقة عشوائية تؤدي إلى الإضرار بالبيئة والصحة العامة، وذلك في إطار جهود الدولة المصرية لتعزيز مفاهيم التنمية المستدامة، وتفعيل خطط التوعية البيئية لمواجهة التحديات المناخية.
وأكد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، على أن التوجه نحو تعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية لم يعد ترفًا، بل أصبح ضرورة اقتصادية وبيئية في ظل التحديات الحالية، وعلى رأسها ارتفاع أسعار الأعلاف والاحتياجات المتزايدة للسماد العضوي.
وأوضح، أن المخلفات الزراعية تمثل موردًا مهمًا يمكن استغلاله في تحسين دخل الفلاح وتخفيف العبء عنه، إذا ما تم التعامل معها بأسلوب علمي ومدروس.
وأشار المحافظ إلى أهمية رفع الوعي البيئي لدى المزارعين، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة في هذا المجال، مشددًا على أن حماية البيئة لا تنفصل عن تحقيق التنمية الزراعية، بل ترتبط بها بشكل وثيق. وأكد على دعم المحافظة الكامل لجهود وزارة البيئة، وتعاونها المستمر مع الجهات المعنية لنشر الوعي في مختلف قرى ومراكز الشرقية.
م ن جانبه، قال الدكتور مجدي الحصري رئيس الفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة لمحافظتي الشرقية والإسماعيلية، إن الوزارة بدأت استعداداتها لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة المتوقع حدوثها في خريف 2025، عبر خطة طموحة للحد من ظاهرة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية، والتي تمثل تحديًا بيئيًا وصحيًا خطيرًا خلال هذه الفترة من كل عام.
وأوضح "الحصري" أن الفرع الإقليمي للجهاز نفذ، بالتنسيق مع مديريات الزراعة، الشباب والرياضة، والوحدات المحلية، عددًا من الأنشطة التوعوية خلال شهر يوليو الجاري بلغ عددها 15 نشاطًا، تنوعت ما بين ندوات توعوية، حملات ميدانية، ولقاءات مباشرة مع المواطنين والمزارعين، وذلك بمختلف مراكز وقرى محافظة الشرقية.
وأضاف أن هذه الأنشطة ركزت على توضيح القيمة الاقتصادية الكبيرة للمخلفات الزراعية، خاصة قش الأرز، الذي يمكن تحويله إلى أعلاف لتقليل الاعتماد على الأعلاف المستوردة مرتفعة التكلفة، أو إلى سماد عضوي صديق للبيئة، ما يساهم في تحسين جودة التربة وزيادة الإنتاجية الزراعية.
كما تم خلال الفعاليات استعراض الأضرار الصحية والبيئية الناتجة عن الحرق المكشوف، من تلوث للهواء، وظهور أمراض صدرية وتنفسية، فضلًا عن تأثيرها السلبي على المناخ المحلي، وتمت مناقشة البدائل المتاحة أمام المزارعين، وسبل دعمهم في تطبيق الممارسات الآمنة للتخلص من المخلفات.
ويأتي تنفيذ هذه الأنشطة ضمن خطة وزارة البيئة الشاملة للتعامل مع ملوثات الهواء وتقليل الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة الزراعية والصناعية، من خلال نشر الثقافة البيئية وتغيير سلوكيات التعامل مع الموارد الطبيعية.
وأكد "الحصري" استمرار تلك الجهود خلال الفترة المقبلة، خاصة مع قرب بدء موسم جمع قش الأرز، داعيًا جموع المواطنين والمزارعين إلى التعاون مع الجهات المعنية، والالتزام بالإرشادات البيئية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد الزراعية دون الإضرار بالبيئة أو الصحة العامة.
