رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

بورصة الإبادة .. أطفال غزة فى مرمى التطهير العرقى الصهيونى

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يعد لأطفال غزة أمنيات، فهم لا ينتظرون لعبة، ولا قطعة حلوى بل ينتظرون العلاج، والرحمة، والفرج، يصارعون الإبادة حرقاً وجوعاً وعطشاً وحدهم. 
كل طفل منهم يحمل قهراً لا يوصف، وأملاً بالحياة يتلاشى يوماً بعد يوم شاخت أرواحهم قبل أعمارهم وانطفى بريق حياتهم قبل أن تبدأ بينما يطالع العالم أخبار القطاع وأرقام الضحايا كمقاول الموت فى بورصة الدم انتظاراً للقضاء على أصحاب الارض وتهجيرهم طوعاً أو قسراً تحت مقصلة الإبادة.
حين يصبح الجوع أشد فتكاً من القنابل، تصارع الأمعاء الخاوية والأجساد الجوع والموت بحفنة من طحين مفقود أو قليل من عدس غير موجود، تبقى المناشدة بلا جدوى بصرخات الضحايا أمام عالم أصم تعامى عن مليونى شخص بلا طعام بكل ما تحمله الكلمة من معنى وقسوة.
طفل فى غزة يبحث بين ذرات الطحين ليسد جوعه ويساعد أسرته وسط مجاعة خانقة وإبادة جماعية وصمت العالم ورجل يائس، صوته مبحوح ودموعه تسابق كلماته، يصرخ بحرقة:
«ثلاثة أيام لم أذق فيها لقمة خبز…أنا أموت من الجوع».
هذه ليست كلمات، بل نداء استغاثة من قلب أنهكته المجاعة، وكرامة تذبح بصمت.
عندما يبكى الرجال فى غزة، لا يبكون ضعفاً، بل من قهر الجوع ومرارة العجز.
فى غزة، الجوع ليس حالة عابرة أو أزمة مؤقتة .. بل نكبة ثانية يواجهها فلسطينيو القطاع موجة الجوع منذ إغلاق الاحتلال معابر غزة، مطلع مارس الماضى وفرض قيود مشددة على دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والوقود والدواء، للقطاع منذ7 أكتوبر 2023.
استنفد أهالى غزة مع مرور الوقت، كل موارد الطعام وأصبحت المحلات فارغة وأصبح العثور على رغيف خبز أشبه بالمستحيل، فيما تشهد أسعار المتوفر من البضائع أسعاراً خيالية، حتى بات الموت جوعاً سبباً من أسباب الإبادة فى القطاع وأشرسها.
قبل ساعات استشهد الرضيع الفلسطينى جواد الأنقر، 35 يوماً، بسبب سوء التغذية فى مدينة غزة، وهى الوفاة الثانية خلال 24 ساعة بسبب سوء التغذية فيما تسال الطفلة «شام» عمرها أربع سنوات ونصف، تعيش بعيدة عن والدها، أمها: «ماما، فى أكل فى الجنة؟»
الأم: «آه يا ماما، فى أكل كتير».
شام، بكل براءة: «طب أنا بدى أموت عشان آكل».
أى طفولة هذه وأى جوع هذا الذى يجعل الموت أمنية.
يصارع الطفل «مصعب الدبس»- المصاب فى قصف لخيمته - الحياة بنصف جمجمة وسوء تغذية ونصف وغير قادر على الحركة.
.. أمام هذا الجوع.. تسقط كل الخطابات والكلمات والبيانات الورقية للمنظمات الانسانية الدولية فلا شيء يوازى قهراً وجوعاً لا يشبه المجاعات الطبيعية… بل جريمة إبادة بالتجويع.
5 أيام لم يدخل الزاد جوف مئات الأطفال المكدسين فى استقبال مجمع الشفاء الطبى شمال القطاع بينهم عشرات المصابين فى قصف الاحتلال لخيمهم بمناطق النزوح الاجبارية.
وباتت مشاهد الإعياء والإغماء واضحة على وجوه الفلسطينيين فى طرقات القطاع وتروى نكبة الأبرياء الذين شق أرواحهم القهر والذل، يتساقطون دون كلمات واحداً تلو الآخر، رجالاً ونساء وأطفالاً فيما رصدت الطواقم الطبية ارتفاعاً ملحوظاً فى معدلات الوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية.
استقبل مجمع ناصر الطبى عشرات الشهداء والإصابات نتيجة مجزرة الإحتلال باستهدافهم فى مراكز توزيع المساعدات الأمريكية جنوب القطاع.
استقبلت مستشفيات القطاع غزة، خلال الـ 48 ساعة الماضية، مع 650 شهيداً ومصاباً.
وقالت وزارة الصحة فى غزة إنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدنى عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
وجددت الوزارة تحذيراتها ومناشداتها من مجاعة كارثية تهدد حياة مئات الآلاف فى قطاع غزة. تزامناً مع مجازر دامية قرب مراكز المساعدات الأمريكية «مصائد الموت» وشددت على أن القطاع يمر بحالة مجاعة فعلية، تتجلى فى النقص الحاد بالمواد الغذائية الأساسية، وتفشى سوء التغذية الحاد، وسط عجز تام فى الإمكانيات الطبية لعلاج تبعات هذه الكارثة.
وحذرت الصحة الفلسطينية فى القطاع من استمرار الصمت الدولى، وطالبت المجتمع الدولى ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية بالتحرك العاجل والفعلى لوقف هذه المجازر وفتح الممرات الإنسانية لتوريد الغذاء والدواء والوقود بشكل آمن ومنتظم.
ووجه المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، نداء دولياً عاجلاً، طالب فيه بتحرك فورى لفتح ممرات إنسانية إلى غزة وإنهاء التسييس المتعمد للمساعدات ورفع الحصار عن القطاع؛ فى ظل بلوغ المجاعة لمستويات غير مسبوقة.
وقال «المكتب الحكومى» فى بيان له، إن الكارثة الإنسانية المتفاقمة فى القطاع منذ 651 يوماً تضع المجتمع الدولى وكل دول العالم بلا استثناء، ومنظمات الحقوقية والقانونية والدولية، أمام مسؤولياتهم لوقف الإبادة وسياسة التجويع الممنهجة.
وشدد على ضرورة فرض ممرات إنسانية آمنة ودائمة بإشراف دولى مباشر وفعلى، لضمان وصول الغذاء والدواء إلى كافة المناطق دون عراقيل من الاحتلال.
وطالب «المكتب الحكومى» بنزع الطابع السياسى عن المساعدات الإغاثية ووقف عمليات التلاعب أو التحكّم بها من قبل الاحتلال أو جهات متواطئة، مؤكداً على ضرورة رفع الحصار فوراً عن غزة باعتباره جريمة جماعية بحق المدنيين.
وأشار إلى وجوب العمل من أجل تحرك دولى ضاغط لإجبار الاحتلال، على وقف الإبادة الجماعية ووقف سياسات التجويع والتهجير.طالب المكتب الحكومى بتحقيق دولى عاجل فى جريمة التجويع، وتقديم المسئولين عنها إلى محاكمات عادلة.