رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

"الأزهر للفتوى": أولادنا نعمة.. والعنف لا يأتي بخير

طفل في مسجد
طفل في مسجد

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الأطفال نعمة من الله واختبار للأبوين في آنٍ واحد، وأن التعامل معهم يجب أن يُبنى على الرحمة، والرفق، والفهم، لا على العنف والقسوة، محذرًا من الأساليب المؤذية في التربية، ومؤكدًا أن الطفولة ليست مرحلة للعقاب بل للبناء والتأسيس.

جاء ذلك في منشور توعوي نشره المركز عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، تحت عنوان: "أولادنا نعمة.. والعنف لا يأتي بخير!"

الطفولة.. بناء لا عقاب

أوضح مركز الأزهر أن مرحلة الطفولة هي أساس تكوين الشخصية، ولا ينبغي استخدام العنف أو الشدة في التعامل معها، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ:«إنَّ الرِّفْقَ لا يكون في شيءٍ إلا زانَهُ، ولا يُنزع من شيءٍ إلا شانَهُ» [رواه مسلم].

وأضاف أن الرسول ﷺ كان قدوة في الرفق بالأطفال، إذ كان يُقبلهم، ويمازحهم، ويوجههم بلين وحكمة، محذرًا من أن التجارب الواقعية أثبتت أن العنف يخلق أطفالًا مشوهين نفسيًّا، غير قادرين على الإنتاج أو بناء أسر سوية.

اختلاف لا تمييز

شدد المركز على ضرورة مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال، مشيرًا إلى أن كل طفل له قدراته وتعبيراته الخاصة، ولا يصح معاملتهم جميعًا بأسلوب واحد. واستند المركز إلى قول النبي ﷺ:«كلٌّ ميسر لما خُلق له» [رواه مسلم]،
مبينًا أن التربية السليمة تتطلب التعرف على نقاط قوة الطفل وتنميتها، لا مقارنته بغيره أو توبيخه على اختلافه.

 كيف نزرع الأمل في الطفل؟

أشار المركز إلى أن تعزيز الثقة بالنفس وبث الأمل في نفوس الأطفال، يبدأ من الكلمة الطيبة والفعل الحاني، مستشهدًا بحديث الرسول ﷺ:«ليسَ منَّا من لَم يَرحَمْ صغيرَنا» [رواه أحمد]،
مشددًا على أهمية مدح الطفل عند الاجتهاد وتشجيعه على التقدم، ما يزرع داخله حب التعلم والتطور.

 العنف ليس حلاً

حذّر المركز من الأساليب المؤذية الشائعة في العقاب، مثل:

  • الصراخ.
  • الضرب المبرح.
  • الإهانة والسخرية.
  • التهديد بالنبذ أو المقارنة مع الغير.

وأوضح أن هذه الأساليب ليست فقط محرّمة دينيًا، بل مدّمرة نفسيًا، وتؤدي إلى تفكك نفسي وشخصية مهزوزة ناقمة على المجتمع. ودعا المركز إلى البحث عن سبب الخطأ قبل العقاب، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الأخطاء تعود لصعوبات في الفهم أو اضطرابات نفسية وليس عنادًا متعمدًا.

كيف تكون حازمًا بلا عنف؟.. وصايا ذهبية للمربين:

قدّم الأزهر مجموعة من النصائح العملية للمربين تساعدهم على تحقيق التوازن بين الحزم والرحمة، أبرزها:

  1. فرّق بين الطفل وخطئه: ناقش السلوك لا شخصية الطفل.
  2. كن واضحًا منذ البداية: اجعل القواعد مفهومة ومناسبة لعمره.
  3. اثبت على موقفك: لا تتراجع بعد الانفعال.
  4. استخدم العقاب التربوي: كالحرمان المؤقت، وليس الضرب أو الإهانة.
  5. اربط الحزم بالحب: ليشعر الطفل أنك توجهه لا ترفضه.
  6. لا تعاقب وأنت غاضب: فالانفعال قد يُفسد التربية.
  7. ناقش بعد العقاب: لتفهم دافعه وتعلمه كيف يتجنب الخطأ مستقبلًا.

 التربية مسؤولية وأمانة

اختتم المركز منشوره بالتأكيد على أن الأولاد نعمة وأمانة من الله، قال تعالى:{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 46]،
وأن التفريط في تربيتهم إثم عظيم، كما جاء في الحديث:
«الرجل في أهله راعٍ، وهو مسؤول عن رعيته» [متفق عليه].

ودعا المركز الآباء والمربين إلى استحضار نية الإصلاح والرحمة في كل أسلوب تربوي، متضرعًا إلى الله بالدعاء:"اللهم ربّ لنا أولادنا، واجعلهم قرة عين لنا، وصالحين نافعين لدينهم ومجتمعهم وأمتهم".