طالبت بحـق ابنها.. فدفعت حياتها الثمن

أرملة الشرقية.. قُتلت خنقًا بسبب أجر 3 أيام عمل
جيران الضحية وأقاربها: تعرضت للغدر أمام الجميع
فى إحدى قرى محافظة الشرقية، حيث البيوت تبنى بالرضا والقلوب ترمم بالستر، عاشت زينب امرأة فى السادسة والثلاثين من عمرها كأنها تحمل على كتفيها وجع الدنيا كله فقدت زوجها مبكرا، وترملت وهى أم لطفلين أكبرهم طالب فى الصف الثالث الإعدادى والآخر فى الصف الرابع الابتدائى.
منذ رحيل الأب تحولت زينب إلى السند الوحيد الأم التى كانت فى نفس الوقت الأب والحائط والأمان لأطفالها الصغار.
لم تعرف الرفاهية يوما لكن الحلم كان بسيطا بيت صغير باب يغلق على طفليها ولقمة بسيطه تسد جوعهم بلا منه.
عملت بكل ما تملك من طاقة وشاركها ابنها الأكبر العمل فى أحد الأفران محاولا التخفيف عنها بعضا من حمل الحياة بمساعدة أهل الخير فى القرية، حصلت على بيت بسيط بدائى بلا نوافذ حقيقية ولا سقف يحجب البرد لكنها كانت تراه جنتها الصغيرة ابتسامتها كانت تسبق دمعتها وقلوب الجيران شهدت لها بأنها امرأة طيبة مكافحة لا تؤذى أحدا ولا ترد الإساءة.
لكن للقدر قسوته حين يسوق للقلوب الطيبة أشر الناس بدأت المأساة عندما رفض صاحب الفرن إعطاء ابنها أجرته اليومية لثلاثة أيام متتالية وعندما طالبها ابنها التدخل للحصول على حقه البسيطة تدخلت الضحية مطالبة بحق ابنها متصورة أن الموضوع بسيط ولا يحتاج إلى عناء وبكل أسى لم تلق سوى التجاهل والجفاء بل وأكثر من ذلك حرض الرجل زوجته على التحرش بها والتضييق عليها ولأن الضحية كانت تشعر بأنها وحيدة فى تلك الحياة طلبت من ابنها أن نسيان هذه الأموال والبحث عن فرصة عمل آخر فى أى مكان لتبتعد عن المشاكل.
وبالرغم من أنها رفضت أن تتعارك من أجل حفنه جنيهات لكنها فوجئت أن حياتها تحولت إلى كابوس يومى، فجارتها التى كانت ترى زينب خصما وهميا استمرت فى إذلالها أمام الجميع وبرغم ذلك والتحرش الدائم بها بالرغم كل ذلك رفضت زينب أن تجرها جارتها إلى الخصام أو أن تُدخل أطفالها فى دوامة لا نهاية لها فاختارت الصمت كانت تأمل أن يلين قلبهم، أو على الأقل يتركوها وشأنها.
لكن الشر لا يرتوى والشيطان يهيئ له جميع سبل الجريمة فى صباح يوم الواقعة كانت زينب تمشى فى طريقها المعتاد تحمل الخبز وبعض ما جاد به رزق يومها حين باغتتها زوجة صاحب الفرن فى الشارع وانقضت عليها كالذئب الجائع خنقتها بكل ما تملك من حقد وسط ذهول المارة ولم تتركها إلا جثة هامدة.
فى لحظة واحدة تحول البيت البسيط إلى بيت يملؤه الحزن وتحولت زينب من أم تحلم بالأمان إلى ضحية راحت غدراً على يد جارتها عديمة الرحمة بسبب بضع جنيهات تاركة طفلين بلا أب أو أم، فى مواجهة قاسية مع الدنيا رحلت الأم التى كانت تقاوم الحياة ولم تطلب من الدنيا سوى أن تتركها تعيش بكرامة.
داخل بيتها جلس أقارب زينب فى حالة من الحزن مطالبين بحقها وسرعة الحكم على المتهمة التى شردت طفلين وأصبحا بلا عائل بعد مصرع أمهم.