إسرائيل تشن حربًا على سوريا

الدروز يرفعون علم الكيان فى جرمانا
شن أمس الاحتلال الإسرائيلى هجوما عنيفا بثلاث غارات جوية استهدفت البوابة الرئيسية لمجمع الأركان العامة التابع للنظام السورى وزارة الدفاع وأخرى بالقرب من القصر الرئاسى وسط العاصمة دمشق وتزامنا مع ذلك نفذت ضربة جوية على درعا، وقال المتحدث باسم الاحتلال إن الغارة جاءت ردًا على ما وصفه بالأعمال ضد المواطنين الدروز فى سوريا، مؤكدًا أن الجيش يواصل تنفيذ عمليات هجومية بتوجيه من القيادة السياسية ويبقى فى حالة تأهب كامل تحسبًا لمختلف السيناريوهات.
كما أمر رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلى، إيال زمير، بنقل قوات الفرقة ٩٨ من قطاع غزة إلى هضبة الجولان، حسبما أفادت هيئة البث، وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلى أن ما يجرى على الجانب السورى يمكن اعتباره بمثابة «إعلان حرب مصغر»، مضيفا «نستعد لأيام قتالية فى سوريا».
وكشف الإعلام العبرى عن اجتماع بين رئيس الاحتلال الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو مع وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس ورئيس الأركان، بشأن التطورات فى سوريا. وأكد أن رئيس الأركان أمر بتحويل عدد كبير من المقاتلات نحو الجبهة السورية.
وفى تطور أثار الاستياء رفع الدروز علم إسرائيل على مبنى المحافظة فى جرمانا وأسقطوا علم الدولة السورية. وأكدت الصحة السورية مقتل واحد وإصابة 19 شخصا فى الهجوم الإسرائيلى، وقررت الهيئة العامة للطيران إغلاق المجال الجوى الجنوبى مؤقتا جراء الأحداث.
كما أكدت واشنطن محاولاتها لمنع المزيد من الهجمات وطالبت الجميع بضبط النفس، وشدد وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو على مطالبته إسرائيل بوقف الضربات على سوريا.
وسائل إعلام عبرية نقلت عن مصدر أمنى إسرائيلى أن الغارة كانت رسالة مباشرة للرئيس السورى أحمد الشرع بينما أفادت قناة إسرائيلية بأن القصف نفذته مقاتلة حربية واستهدف المنطقة المحيطة بالقاعدة العسكرية المركزية فى دمشق، كما أكدت وكالة رويترز نقلا عن مصدرين أمنيين سوريين أن الغارة استهدفت مبنى وزارة الدفاع دون الإفصاح عن حجم الخسائر.
فى غضون ذلك شنت تل أبيب فى صباح اليوم نفسه سلسلة غارات عنيفة على أهداف تابعة للجيش السورى والأمن الداخلى فى محافظة السويداء مستهدفة مواقع عسكرية شملت مقر قيادة الشرطة وآليات كانت متجهة لتعزيز مواقع النظام داخل المدينة، وأسفرت الضربات عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، فيما بررت إسرائيل هجماتها بأنها تأتى فى إطار سياسة نزع السلاح فى الجنوب السورى لحماية الطائفة الدرزية وفقًا لتصريحاتها الرسمية.
وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس صعد من نبرة تهديده وطالب النظام السورى بسحب قواته فورًا من السويداء قائلا إن على النظام ترك الدروز وشأنهم مهددا بتصعيد عسكرى إذا لم يتم الاستجابة لهذه المطالب تصريحاته جاءت بالتزامن مع تصريحات لافتة لشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز فى إسرائيل موفق طريف الذى دعا إلى زيادة الهجمات على السويداء، ووصف الرئيس السورى بأنه لا يختلف عن داعش أو حماس مؤكدا استمرار التنسيق مع القيادة الإسرائيلية وتشجيعه لمواصلة الضغط العسكرى على دمشق.
ورغم إعلان إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنها طلبت من إسرائيل وقف الضربات الجوية وتلقت تعهدا بذلك، فإن استئناف القصف فى صباح اليوم التالى كشف عن هشاشة هذا التعهد وعكس تصاعد التوتر الميدانى وتعقد المشهد فى الجنوب السورى.
من جهتها اتهمت وزارة الدفاع السورية ما أسمتهم المجموعات الخارجة عن القانون بخرق اتفاق وقف إطلاق النار وشنت هجمات على مواقع الجيش وقوات الأمن الداخلى مؤكدة أن الجيش يرد على مصادر النيران مع الالتزام بقواعد الاشتباك لحماية المدنيين ودعت الوزارة فى بيان رسمى الأهالى إلى البقاء فى منازلهم والإبلاغ عن أى عناصر مسلحة ترفض الالتزام بالاتفاق غير أن مصادر إعلامية محلية أفادت بأن مجموعات مسلحة لا تزال تتحصن فى عدد من أحياء السويداء بينما تواصل وحدات الجيش عمليات التمشيط لاستعادة السيطرة.
فى موازاة ذلك شهدت المدينة موجة نزوح جديدة إلى ريف درعا الشرقى مع تصاعد المخاوف من تجدد الاشتباكات وتوسعها وفى سماء الجنوب نفذ الطيران الإسرائيلى أربع غارات ثلاث منها استهدفت أطراف السويداء بينما أصابت الرابعة اللواء اثنين وخمسين فى ريف درعا الشرقى ما زاد من احتمالات تحول الاشتباكات إلى صراع إقليمى مفتوح.
وبحسب آخر حصيلة أعلن عنها المرصد السورى فإن الاشتباكات المتواصلة فى السويداء منذ يوم الأحد أسفرت عن سقوط 248 قتيلاً، بينهم 64 مسلحاً درزياً و28 مدنياً، منهم 21 أُعدموا ميدانياً برصاص عناصر من وزارتى الدفاع والداخلية، مقابل 138 قتيلاً من عناصر وزارتى الدفاع والأمن العام، و18 مسلحاً من العشائر البدوية، بينهم من قُتل فى الغارات الإسرائيلية.
كما تداول ناشطون مقاطع فيديو تُظهر عناصر أمنية تقوم بقص شوارب عدد من الرجال عنوة فى مشاهد وصفت بأنها مهينة وأثارت موجة غضب واسعة فى أوساط أهالى السويداء الذين اعتبروا ما حدث إهانة جماعية واعتداءً على الكرامة.
من جانبها أدانت وزارة الخارجية السورية الغارات الإسرائيلية ووصفتها بأنها اعتداء سافر على السيادة السورية مؤكدة أن القصف استهدف مواقع عسكرية ومدنية وأسفر عن سقوط ضحايا بين العسكريين والمدنيين.