"من أستراليا إلى مصر".. مبادرة مصري مقيم بسيدني لإصلاح منظومة المرور وتعديل السلوكيات

في مبادرة شخصية تعبّر عن انتماء وطني ورغبة في المساهمة الفعّالة في تطوير الوطن، تقدم  صفوت البنا – بولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، ورئيس الاتحاد العام للمصريين في الخارج بأستراليا – برؤية متكاملة تستند إلى خبرة طويلة في المجتمع الأسترالي، تهدف إلى إصلاح منظومة المرور في مصر وتقويم سلوك قائدي المركبات، بما يحافظ على الأرواح ويقلل من الحوادث اليومية التي تودي بحياة العشرات.

التعلم من النماذج العالمية ليس عيبًا

قال البنا: "ليس عيبًا أن نتعلم من تجارب الآخرين الذين سبقونا، بل واجب وطني أن ننقل ما يفيد الوطن من الدول التي نعيش فيها، خاصة إن كانت تلك التجارب أثبتت فاعليتها في تنظيم الحياة العامة وحماية المواطنين".

خطوات واضحة لتنظيم إصدار رخص القيادة

قدم البنا مقترحًا يستند إلى النموذج الأسترالي، ويبدأ من ضبط آلية الحصول على رخص القيادة، مشيرًا إلى أن المشكلة تبدأ من هنا، حيث يُمنح كثير من الأفراد الرخصة في مصر دون اختبار حقيقي أو حتى امتلاك سيارة، أحيانًا بوساطة، ما يخلق سائقين غير مؤهلين.

في المقابل، أوضح أن النظام الأسترالي يمر بعدة مراحل:-

1. رخصة تعليم (L License): تبدأ بتدريب إلزامي بصحبة مدرب معتمد لمدة 3 أشهر.

2. اختبار شفهي صارم: يتطلب النجاح بنسبة لا تقل عن 90% في قواعد السلامة.

3. رخصة مؤقتة (P License): تُمنح لمدة 18 شهرًا بقيود على السرعة.

4. الاختبار العملي النهائي: بعده يحصل السائق على الرخصة الكاملة.

نظام النقاط... حجر الأساس للردع

أكد البنا أن نظام النقاط في الرخصة هو السر في تقويم السلوك، إذ يُخصم من رصيد السائق حسب نوع المخالفة، وتتدرج العقوبات من الغرامة وحتى السجن، حيث قائد الرخصة الكاملة يمتلك 13 نقطة سنويًا، ومخالفات مثل تخطي السرعة، القيادة تحت تأثير المخدرات، أو استخدام الهاتف أثناء القيادة، تؤدي إلى خصم النقاط وتوقيع غرامات تتراوح بين 200 إلى 1500 دولار، وفي مناطق المدارس، السرعة لا تتجاوز 40 كم/س، وأي تجاوز يُغرم السائق فورًا، ولو تجاوزها بـ5 كم فقط.

وأضاف: "أنا شخصيًا خُصم من نقاطي بسبب تجاوز بسيط قرب مدرسة، ومنذ ذلك الحين لم أكرر الخطأ، وهو ما يثبت فاعلية النظام في ضبط السلوك على الطرق".

الرقابة الصارمة والتكنولوجيا شريك في الحل

وأشار البنا إلى أن جميع التقاطعات في أستراليا مزودة بكاميرات مراقبة ذكية، وهو ما يُسهم في الردع التلقائي دون الحاجة إلى تدخل بشري، مع تسجيل المخالفات بشكل دقيق وعادل.
كما أكد أن سائقي الشاحنات لديهم تعليمات صارمة للغاية، وهو ما يجعل حوادث النقل الثقيل نادرة جدًا، رغم مرور 50 عامًا له في سيدني.

مبادرة فعلية لمخاطبة الجهات المصرية

أعلن صفوت البنا أنه تمكن من الحصول على نسخة مترجمة للعربية من دليل المرور في ولاية نيو ساوث ويلز، ويعتزم إرسالها إلى وزارة الداخلية المصرية، ومجلسي النواب والشيوخ، في خطوة تهدف إلى المساهمة في تعديل قانون المرور المصري وتبني نظام النقاط، بما يضمن حياة المواطنين ويقلل من خسائر الحوادث المتكررة.

رؤية مصرية لمستقبل مروري آمن

واختتم البنا حديثه بالتأكيد على أن الحل الوحيد للتخلص من الفوضى المرورية هو فرض قانون رادع حازم يطبق على الجميع دون استثناء، مؤكدًا أن تعديل السلوك يبدأ من الشعور بالخطر والعقوبة، وليس بالخوف من رجل المرور فقط.

وقال: "أهدي هذه المبادرة لمصر، البلد الذي نحمله في قلوبنا أينما ذهبنا، وسأظل دائمًا مؤمنًا أن كل مصري بالخارج يمكنه أن يقدم شيئًا نافعًا لوطنه".

ولعل هذه المبادرة تُضاف إلى سجل جهود المصريين بالخارج الذين يسعون بكل صدق للمشاركة في بناء وطن حديث، مزدهر، وآمن، وتؤكد أن التنمية ليست مسؤولية الحكومة وحدها، بل هي مسؤولية مشتركة لكل أبناء الوطن في الداخل والخارج.