قبل نهاية كأس العالم للأندية.. المونديال في مرمى الانتقادات بسبب الولايات المتحدة الأمريكية

تحولت بطولة كأس العالم للأندية 2025، التي تستضيفها الولايات المتحدة لأول مرة، إلى ساحة انتقادات واسعة من لاعبين ومدربين، على خلفية تنظيم وُصف بأنه "مرهق، مقلق، وغير مهيّأ" لبروفة مونديال 2026 المنتظر.

ومع اقتراب إسدال الستار على بطولة كأس العالم للأندية 2025، حيث تتجه الأنظار إلى النهائي الذي سيجمع بين باريس سان جيرمان و تشيلسي ، المقرر له غدا الأحد، واجه الاتحاد الدولي لكرة القدم، العديد من الانتقادات خلال البطولة لاستضافة الولايات المتحدة الأمريكية، للمونديال التي بدت لم تكن جاهزة، ولم تكن على المستوى المطلوب والمأمول. 

حرارة خانقة وتأجيلات غير مسبوقة

وسط درجات حرارة تخطّت 39 مئوية، اضطر اللاعبون لخوض مباريات قاسية في ظروف مناخية اعتبرت "خطرة"، حيث قال النجم الأرجنتيني إنزو فيرنانديز لاعب تشيلسي، بعد سقوطه أرضًا خلال نصف النهائي: "شعرت بالدوار الحاد... اللعب في هذه الظروف يشكّل خطرًا حقيقيًا."

بينما أشار زميله المدافع ليفي كولويل إلى أن الأداء كان أبطأ بكثير بسبب الحرارة، واصفًا التجربة بـ"غير الآدمية".

انتقادات تنظيمية.. "هذا ليس مكانًا مناسبًا"

مدرب تشيلسي إنزو مايريسكا هاجم تنظيم البطولة بعد تأجيل مباراة فريقه أمام بنفيكا لأكثر من ساعتين بسبب عاصفة رعدية:  "تم تعليق أكثر من 6 مباريات بسبب الطقس... هذا يشير إلى خلل في اختيار الدولة المضيفة."

وكانت المباراة بين تشيلسي وبنفيكا التي انتهت في النهاية لصالح البلوز، دخلت التاريخ كونها أطول مباراة في التاريخ حيث اتمدت حتى أكثر من 4 ساعات.

فيما اشتكى ناديتشو كوفاتش، مدرب بوروسيا دورتموند، من جدولة المباريات في ساعات الظهيرة، داعيًا إلى إقامة المباريات مساءً لحماية اللاعبين.

مشاكل الملاعب.. "كأنك تلعب على ملعب جولف"

مدرب بورسيا دورتموند لم يكتفِ بالمناخ، بل وجه انتقادات لاذعة لأرضية ملعب "ميت لايف" في نيوجيرسي:  "العشب كان غير مستوٍ… يمكنك أن تلعب جولف هنا، لا كرة قدم."

اتحاد اللاعبين يحذر… وفيفا ترد

دق اتحاد اللاعبين العالمي “FIFPRO” ناقوس الخطر، مطالبًا بتعديلات فورية، وهي تمديد وقت الاستراحة بين الشوطين إلى 20 دقيقة بالإضافة إلى فرض فترات تبريد كل 15 دقيقة.

لكن فيفا، وعلى لسان مسؤولها الفني أرسين فينجر، دافعت عن البطولة، معتبرة إياها "ناجحة نسبيًا"، ومشيرة إلى "خطة لتحسين أنظمة التبريد والملاعب السقفية قبل 2026".

فيما رد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، على تلك الانتقادات بأن النسخة الحالية من مونديال الأندية بأنها "أنجح بطولة للأندية في العالم"، قبل النهائي المرتقب، مضيفا ": "بدأ العصر الذهبي لكرة القدم للأندية.. يمكننا القول بالتأكيد، إن كأس العالم هذه حققت نجاحًا باهرًا.. سمعنا أن الأمر لن ينجح ماليًا، وأن لا أحد مهتم.. لكن يمكنني القول إننا حققنا إيرادات بلغت حوالي 2.1 مليار دولار، من 63 مباراة".

لكن اعترف إنفانتينو بأن الحرارة شكلت "مشكلة حقيقية"، خاصةً مع اقتراب بطولة كأس العالم 2026، المقررة في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

تصريحات نارية من كلوب وجوارديولا

أثارت البطولة غضب المدرب السابق لليفربول، يورجن كلوب، الذي وصفها بـ: "أسوأ فكرة في تاريخ كرة القدم… إنها بطولة بلا معنى تم فرضها على اللاعبين."

في حين أبدى بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي تأييده قائلاً: "كلوب محق… اللاعبون مرهقون، والمونديال قد يدمّرهم بدنيًا."

أرقام متواضعة وحضور جماهيري باهت

على مستوى الجماهير، لم تُحقق البطولة الإقبال المتوقع. فقد بلغت نسبة امتلاء الملاعب في المتوسط حوالي 35٪ فقط، رغم تخفيض أسعار التذاكر لاحقًا. واشتكى الجمهور من أسعار مبالغ فيها للخدمات داخل الملاعب.