أعراض شهرية تهدد ملايين النساء وتصيب القلب والدماغ

تشير دراسة حديثة واسعة النطاق إلى أن النساء اللاتي يعانين من الشكل الحاد من متلازمة ما قبل الحيض يكنّ أكثر عرضة للإصابة بمشاكل قلبية ودماغية خطيرة.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أظهرت النتائج أن هؤلاء النساء يواجهن احتمالًا أكبر بنسبة تصل إلى 27% للإصابة بالسكتة الدماغية، و31% لعدم انتظام ضربات القلب، وهي مؤشرات تُنذر بخطر متزايد للنوبات القلبية.
وتُعد متلازمة ما قبل الحيض اضطرابًا هرمونيًا يصيب ما يقارب ثلث النساء بدرجات متفاوتة، وتسبب مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية المؤلمة في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية.
وتوصلت هذه الدراسة، التي أُجريت في معهد كارولينسكا السويدي على مدار 22 عامًا وغطت نحو 100 ألف امرأة، إلى أن تأثيرات هذه الحالة قد تتجاوز الألم النفسي والبدني لتصل إلى تهديد مباشر لصحة القلب والأوعية الدموية.
الفئات الشابة في مركز الخطر
أبرز ما كشفت عنه الدراسة هو أن الخطر يزداد بشكل خاص بين النساء اللواتي تم تشخيصهن قبل سن الخامسة والعشرين، واللواتي يعانين من اضطرابات أخرى مثل اكتئاب ما بعد الولادة.
ويُعتقد أن التقلبات الهرمونية المتكررة قد تؤثر سلبًا على وظائف الجسم الحيوية، بما في ذلك ضغط الدم، والاستجابة الالتهابية، وتحويل الطاقة، ما يفسر هذا الارتباط المقلق.
اضطراب ما قبل الحيض
في بعض الحالات، تتحول متلازمة ما قبل الحيض إلى ما يُعرف باضطراب ما قبل الحيض المزعج (PMDD)، وهو شكل أكثر حدة يترافق مع أعراض نفسية معقدة، مثل الاكتئاب الحاد، وتغيرات مزاجية مفاجئة، وحتى أفكار انتحارية.
ويُقدّر أن هذا الاضطراب يؤثر على مئات الآلاف من النساء في المملكة المتحدة وحدها.
وتتزامن نتائج هذه الدراسة مع تقارير من هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) تشير إلى ارتفاع مقلق في حالات النوبات القلبية بين البالغين الشباب، حيث شهدت الفئة العمرية 25 إلى 29 عامًا زيادة بنسبة 95% خلال السنوات الأخيرة.
كما سجلت السكتات الدماغية ارتفاعًا في الفئة العمرية تحت سن 55، ما يعزز المخاوف من أن عوامل نمط الحياة والتغيرات الهرمونية قد تكون تلعب دورًا رئيسيًا في تزايد هذه الحالات.
ويؤكد الخبراء على أهمية التشخيص المبكر والدعم الطبي والنفسي للنساء اللاتي يعانين من أعراض PMS المؤثرة على حياتهن.
وتوصي الجهات الصحية بإجراء تعديلات نمطية في الحياة، تشمل ممارسة الرياضة، تقنيات الاسترخاء، والحد من التدخين والكحول. وفي الحالات الأكثر تعقيدًا، قد تكون هناك حاجة إلى تدخلات علاجية متقدمة تشمل العلاج الهرموني أو النفسي.
في ظل هذه المعطيات، بات من الضروري النظر إلى متلازمة ما قبل الحيض ليس فقط كمشكلة دورية بسيطة، بل كحالة صحية قد تكون لها تداعيات خطيرة على المدى الطويل.