رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

47% من مسلمي أوروبا يُضطهدون.. وجامعة العرب تفتح "غرفة عمليات إعلامية" للرد

بوابة الوفد الإلكترونية

دعا أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى تعزيز التنسيق الدولي العاجل لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، محذراً من خطورتها المتصاعدة على السلم العالمي.

 جاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عنه السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد لقطاع الإعلام، خلال افتتاح المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة تحت شعار "الإسلاموفوبيا: المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية"

 

حدد الأمين العام أسباب انتشار الإسلاموفوبيا في هشاشة التشريعات، والربط المتعمد بين الإسلام والإرهاب، والجهل بقيم الدين الإسلامي السمحة، إضافة إلى التحريض الإعلامي الممنهج والتوجس من "الآخر". وأوضح أن هذه العوامل أدت إلى انتشار الأحكام المسبقة والصور النمطية المغلوطة، واتساع رقعة خطابات الكراهية التي تهدد التماسك المجتمعي. 

 

فيما كشف السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الإعلام والاتصال، عن حزمة إجراءات عاجلة لمواجهة الإسلاموفوبيا خلال كلمته بالمؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام. وأعلن أن "مرصد ومنصة مدمجة" لمحاربة التمييز الديني سينطلق من المغرب كقلعة إستراتيجية لرصد خطاب الكراهية وإنتاج محتوى إعلامي عربي داعم للقضايا العربية المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. 

 

 

استشهد خطابي بتقرير مفزع للوكالة الأوروبية للحقوق الأساسية (FRA) قائلا : 47% من المسلمين في 13 دولة أوروبية تعرّضوا للتمييز خلال 2024 في مجالات العمل والتعليم والسكن، مقارنة بـ 39% عام 2016". ووصف هذه الأرقام بأنها إعلان إفلاس لنماذج الاندماج الأوروبية، داعيًا إلى استلهام تراث المنطقة العربية كفضاء تاريخي للتعايش بين الأديان. 

 

ومن جهته دق الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ناقوس الخطر محذرًا من أن ظاهرة الإسلاموفوبيا تجاوزت كونها هاجسًا للمسلمين وحدهم، لتصبح تهديدًا جذريًا يهزّ أركان المجتمعات الإنسانية برمتها، ويقوّض جهود بناء عالم عادل وسلمي. جاء ذلك خلال كلمته بالمؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام المنعقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة تحت شعار "الإسلاموفوبيا: المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية"، والتي ألقتها نيابة عنه الدكتورة أميرة الفاضل، مستشارة المدير العام للإيسيسكو. 

 

أكد المالك أن هذا المؤتمر يمثل استجابةً عاجلة لنداءات دولية طالبت بمواجهة وباء متصاعد يفتت نسيج المجتمعات ويهدد السلم العالمي. مشيرًا إلى أن القرار التاريخي للأمم المتحدة – الذي أعلن 15 مارس يومًا عالميًا لمكافحة الإسلاموفوبيا – لم يكن من فراغ، بل جاء تأكيدًا على ضرورة تعزيز ثقافة التسامح واحترام حقوق الإنسان وتنوع المعتقدات. وحذّر من أن الإسلاموفوبيا ليست مصطلحًا أكاديميًا مجردًا، بل هي آفة تُنتج تمييزًا منهجيًا وعنفًا مادياً يتجسد في استهداف المساجد والمصلين، وانتشار المضايقات اليومية ضد المسلمين. 

 

 

كشف المدير العام للإيسيسكو عن الآلية الخطيرة التي تعمل بها هذه الظاهرة: "إنها ليست مجرد خوف غير مبرر، بل كراهية عميقة تُحوّل الإسلام – عبر خطاب مُغرض – إلى دين عنيف مناقض للديمقراطية، وتصوّر المسلمين كطابور خامس يهدد المجتمعات الغربية". وأوضح أن هذا التشويه يُغذّي الصور النمطية ويدمر جسور الحوار، بل ويُغذّي حلقة مفرغة من التطرف والعنف، ويهدد التماسك الاجتماعي، ويلتهم حقوق الإنسان. 

 

 

ربط المالك تفاقم الظاهرة بتداعيات الأوضاع الدولية المعقدة، لافتًا إلى دور الصراعات الجيوسياسية وتيارات التطرف في استغلال مخاوف المجتمعات. وأشار إلى الخطر الأكبر المتمثل في "خطاب الكراهية الرقمي" الذي ينشر الأكاذيب ويشوه الحقائق بسرعة هائلة، مما يرسّخ الصور النمطية ويفاقم من حدة التعصب. 

 

وأكد المستشار بيشوي باسل جودت، المستشار القانوني لقداسة البابا تواضروس الثاني والمنسق العام للمكتب الفني البابوي على رفض الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمصطلح "الإسلاموفوبيا" الذي وصفه بـ"المزايدة التجارية".لافتا  أن الكنيسة القبطية تربي أبناءها منذ أربعة عشر قرناً على "فهم الآخر واحترام الاختلاف"، مشيراً إلى أن المصريين المسيحيين لم يعرفوا يوماً الإسلاموفوبيا في أحاديثهم أو منابر كنائسهم أو ثقافتهم". 

وقال: "عاش المسلم والمسيحي في بيت واحد.. وتقاسما العمل والهموم والنجاح.. وتلاقيا في حب الوطن وتبنّيا قضايا الأمة العربية وفلسطين"، لافتاً إلى أن هذا النموذج "دليل قاطع ضد المزايدين". 

حذر المستشار القانوني للبابا من أن مروجي مصطلح الإسلاموفوبيا يختبئون وراء مصالح معروفة في صراع الثقافات والتكتلات، معتبراً أن هذه الظاهرة فكرة مستوردة لا تعكس واقع المجتمعات الشرقية. كما هاجم التعميم الخاطئ بقوله: تلك التصرفات تعمد إلى إلحاق الأفعال الفردية المتطرفة بالجموع والدين.. وهي لا ترتقي إلى عمق الأديان وقيم العدالة. 

 

أشار جودت إلى أن العديد من المجتمعات تشهد اعتداءات لا دين لها تصل إلى إزهاق الأرواح وتشريد الآلاف"، مؤكداً أن مثل هذه الأفعال ضتتنافى مع أي دين أو مبادئ. وشدد على أن الربط بين الإرهاب والدين تشويه متعمد للحقائق، داعياً إلى التمييز بين الممارسات الفردية وجوهر الأديان السماوية. 

 

فيما أكد عبد الصمد اليزيدي رئيس المجلس الأعلي للمسلمين في ألمانيا على أن مكافحة الإسلاموفوبيا ليست خيارًا، بل واجب أخلاقي وإنساني ملحّ لإنقاذ السلم الدولي. ودعا المتحدثون إلى جهد جماعي يشمل الحكومات والإعلام والمجتمع المدني والنخب العربية في المهجر، لاقتلاع هذه الظاهرة التي تمزق مشاعر الملايين وتسمم مستقبل التعايش