حكومة خارج الخدمة بسبب عقب سيجارة..
عاصفة غضب من النواب ضد الحكومة بسبب سنترال رمسيس

قرر المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، إحالة كافة البيانات العاجلة المقدمة من النواب بشأن حادث حريق سنترال رمسيس إلى لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مع عقد اجتماع عاجل اليوم بحضور وزير الاتصالات، لمناقشة ملابسات الواقعة وتحديد أوجه القصور والمسؤوليات.
وقال المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، خلال الجلسة العامة للمجلس، إن الضرر الجسيم الذي نتج عن حادث حريق سنترال رمسيس واضح ولا يقبل التهوين، موجّها باسم المجلس خالص التعازي والمواساة لأسر الشهداء الأربعة، ومتمنّيًا الشفاء العاجل للمصابين.
وأكد رئيس المجلس خلال الجلسة العامة أن ما جرى يمثّل ضررا جسيما ناتجا عن خطأ جسيم بالوزارة، مشدداً على أن انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت عن المواطنين، في بلد حضاري مثل مصر، ووقوع ضحايا ومصابين، فهذا خطأ لا يمكن أن يمر مرور الكرام، قائلا "ما أوضحه وزير الشؤون القانونية والنيابية حول ملابسات الحادث يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك خطأ جسيما تسبب في ضرر بالغ، ويقع وراءه خطأ جسيم".
وتابع جبالي: "بعد تأكيد وجود وزير الاتصالات داخل البلاد وفقا لما عرضه وزير الشؤون القانونية، فإننا نتخذ قراراً بإحالة كافة البيانات العاجلة المقدمة من النواب إلى لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمجلس، وعلى اللجنة عقد اجتماع عاجل اليوم بحضور وزير الاتصالات لمناقشة تفاصيل ما حدث، وتحديد المسؤوليات".
واختتم رئيس المجلس كلمته قائلا " سوف أتابع بنفسي مناقشات اللجنة، وسأنقل ما يدور فيها للرأي العام بكل شفافية ودون زيادة أو نقصان".
كلمة جبالي جاءت بعد عاصفة غضب برلمانية بعدما القي عدد من النواب بيانات عاجلة للحكومة للرد علي تفاصيل وملابسات ما حدث في سنترال رمسيس.
وشنّ النائب ضياء الدين داوود، عضو مجلس النواب، هجومًا حادًا على الحكومة على خلفية حريق سنترال رمسيس، مشيرًا إلى أن ما حدث لا يمكن اعتباره مجرد حادث عرضي، قائلاً: "هذه حكومة تُدير النيران وبياناتها كاذبة ومضللة، وتغيب عن المشهد لأكثر من 14 ساعة، بينما المواطنون لا يعلمون ماذا يحدث في شبكة الدولة الرقمية".
وأضاف "داوود" خلال إلقائه بيانًا عاجلًا بالجلسة العامة لمجلس النواب المنعقدة اليوم الثلاثاء، أن ما جرى فضح هشاشة البنية التحتية للاتصالات، رغم ما تم الإعلان عنه من مليارات وتريليونات جرى ضخها في مشروعات التحول الرقمي، متسائلًا: "أين ذهبت هذه الأموال؟ وأين هي الحكومة التي كانت تتحدث عن نُصر رقمية جديدة، بينما توقفت الدولة بسبب حريق؟"
وتابع داوود: "نحن على مشارف انتهاء دور الانعقاد، ولا يليق أن نرفعه دون إعلان واضح عن نتائج ما حدث، وفتح ملف محاسبة الحكومة عن فشلها المتكرر، فالشعب يستحق كشف حساب كامل".
واختتم داوود تصريحاته بمطالبة الأغلبية البرلمانية بعدم التهاون مع الحكومة، مؤكدًا أن المطلوب ليس مجرد اعتذار، بل محاسبة حقيقية، قائلاً: "إن لم تكن هناك استقالة أو مساءلة، فذلك استخفاف. لماذا لا يقدِّم مسؤول في هذه البلد استقالته ويتحمّل المسؤولية؟ لن نُغلق هذا الفصل دون محاسبة حقيقية".
وقال النائب مصطفى بكرى أن الشعب المصرى محتقن نتيجة أسباب متعددة، على رأسها الإهمال والعشوائية وغياب المحاسبة وعدم إدارة الأمور بشكل علمي.
وتابع خلال إلقائه بيانًا عاجلًا أمام الجلسة العامة لمجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي: "تحدثنا سابقًا عن الغش في البنزين، ولم يُحاسَب أحد، واليوم تعطلت مصر بسبب حريق في سنترال تم بناؤه منذ العهد الملكي"، مشددًا على ضرورة محاسبة المسؤول، قائلاً: "كان من الواجب حضور وزير المواصلات إلى الجلسة".
وأضاف: "غياب المحاسبة هو ما يولد حالة الاحتقان. نحن كنواب غير قادرين على محاسبة أحد، ولا حتى توصيل المشكلة للمواطنين بشكلها الصحيح. المجتمع محتقن، والناس تعبانة، والمؤامرات الخارجية لا تتوقف، والفترة المقبلة ستكون صعبة، لذا لابد من توجيه رسائل إيجابية، ومحاسبة أي مسؤول لا يقوم بواجبه. لا يجب أن يكون الأمر مجرد كلمات تُقال ثم يُغلق الملف دون محاسبة".
واختتم بكري قائلاً: "لا نريد تكرار صورة 25 يناير، خوفًا على الوطن، ودماء الشهداء، وتبديد الإنجازات. نريد إرسال رسائل إيجابية، ونزع اليأس من نفوس المواطنين".
وقال النائب أحمد فرغلى، عضو مجلس النواب، انه "مع اخر دور انعقاد اتمنى ان نكون أمام استجواب للحكومة، مصر 12 ساعة خارج الخدمة بسبب عقب سيجارة".
وتابع فرغلى، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب اليو، برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس المجلس، فى بيان عاجل ألقاه قبل بدء جدول أعمال الجلسة العامة: "حكومة الرمل والزلط هى اللى خارج الخدمة، مكان استراتيجي زى سنترال رمسيس لا يوجد به تأمين ولا خطط بديلة، الدولة المصرية خارج الخدمة بسبب عقب سيجارة".
واستكمل:" المفترض أننا فى ظروف حرب، الحكومة عاجزة بسبب عقب سيجارة، خدمات اتصالات تعطلت 12 ساعة ولا يوجد خطة بديلة، أنا رفضت الحكومة من البداية، ورفضت منحها الثقة، حكومة غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها، حكومة زلط ورمل، ونطالب يكون أول استجواب للحكومة".
تساءل المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، ، قائلًا: "كان من المفهوم أن وزير الاتصالات سيحضر لمناقشة الموضوع، فهل سيقف النواب عاجزين أو ساكتين؟ كان يتعين عليه الحضور، فهذه أدنى درجات المسؤولية".
من جانبه، علّق المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، قائلًا: "الحكومة ملتزمة تمامًا بالحضور في كل وقت أمام مجلس النواب، ونظرًا لطبيعة البيان العاجل، والذي لا يكون مدرجًا مسبقًا، كان من المهم تواجد الوزير في موقع الحدث، وفي موقع المسؤولية، لمتابعة انتظام الأعمال. والحكومة تعمل بتكامل بين أعضائها".