هل دعاء المظلوم مستجاب؟

تعد دعوة المظلوم من الدعوات المستجابة بإذن الله -سبحانه وتعالى-؛ فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثُ دعواتٍ مستجاباتٌ لا شَكَّ فيهِنَّ ؛ دَعوةُ المظلومِ ، ودعوةُ المسافرِ ، ودعوةُ الوالدِ على ولدِهِ).
كما أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حذر معاذ بن جبل من دعوة المظلوم عندما أرسله إلى اليمن، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فإنَّه ليسَ بيْنَهُ وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ)، فهذا الأحاديث تؤكد على أنَّ دعوة المظلوم مستجابة، ولكن تجدر الإشارة إلى عدة أمور هامة:
استجابة دعوة المظلوم لا تعني بالضرورة رفع الظلم عنه، ولا تستوجب أن يُعاد حقّه له؛ إذ إنَّ استجابة الدعاء تكون على عدة صور وردت في الحديث الشريف: (ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ، ولا قطيعةُ رَحِمٍ ؛ إلا أعطاه بها إحدى ثلاثَ : إما أن يُعجِّلَ له دعوتَه ، وإما أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ ، وإما أن يَصرِف عنه من السُّوءِ مثلَها . قالوا : إذًا نُكثِرُ . قال : اللهُ أكثرُ).
إن إجابة دعوة المظلوم على الظالم لا تستوجب تحققها على الفور؛ إذ قد يتأخر استجابة الدعوة لحكمة يعلمها الله -تعالى- وبناءً على ذلك لا يجب على المظلوم أن يتعجّل الإجابة، ولا أن يشترط وقوعها بشكل معين؛ بل يدعو ويلح على الله -تعالى-، ويحسن الظن أنَّ الله -تعالى- لن يرد يداه صفراً خائبتين، وأنَّه سبحانه حكيم عليم وأعلم بما فيه نفع لنا، كما يجدر بالمظلوم أن يوقن أثناء دعائه أنَّ دعوته مُجابة لا شك، ولو كان ذلك بعد حين، ومهما تنوعت صور الإجابة.