هاني الشاذلي: نقص الكفاءات في إدارة المشاريع يهدد مستقبل الاقتصاد العالمي

حذر هاني الشاذلي، المدير التنفيذي لمعهد إدارة المشاريع PMI في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من أن العالم يواجه خطرًا حقيقيًا يتمثل في فجوة متزايدة في المواهب المتخصصة بإدارة المشاريع، قد تؤدي إلى خسارة ملايين الوظائف وتعطيل خطط التحول الرقمي والتنمية المستدامة في مختلف القطاعات.

قال الشاذلي في مؤتمر صحفي الأحد، إن نتائج التقرير الأخير الصادر عن معهد PMI تحت عنوان "الفجوة العالمية في مواهب إدارة المشاريع 2024" تكشف أن الاقتصاد العالمي سيحتاج إلى ما لا يقل عن 30 مليون محترف في إدارة المشاريع بحلول عام 2035، مؤكدًا أن عدم التحرك العاجل لسد هذه الفجوة قد يؤدي إلى خسارة أكثر من 42 مليون وظيفة حول العالم.

وأضاف: "نحن لا نتحدث عن أزمة عابرة، بل عن تحدٍ هيكلي يمس قدرة المؤسسات على تنفيذ استراتيجياتها، خصوصًا في ظل التحولات التكنولوجية السريعة، مديرو المشاريع ليسوا مجرد منفذين، بل هم قادة التغيير في عصر الاقتصاد الرقمي".

وأوضح الشاذلي أن الفجوة في الكفاءات ترجع إلى عدة عوامل، أبرزها تسارع التقدم التكنولوجي، وتقاعد جيل من المديرين ذوي الخبرة، وعدم مواكبة الأنظمة التعليمية لمتطلبات سوق العمل، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن هذا التحدي يمثل فرصة حقيقية للدول الطامحة، وعلى رأسها مصر والدول الخليجية، لتأهيل جيل جديد من قادة المشاريع وبناء اقتصاد قائم على المعرفة والتنفيذ الدقيق.

وتابع: "الدول التي تستثمر اليوم في تعليم وتدريب مديري المشاريع ستحصد غدًا نتائج تفوق التوقعات. مناهجنا التعليمية يجب أن تدمج مفاهيم إدارة المشاريع من المرحلة الجامعية، وعلينا أن نتيح للشباب فرص تدريب عملي حقيقي داخل مؤسسات القطاعين العام والخاص".

وجه المدير الإقليمي لمعهد PMI دعوة إلى الحكومات العربية والمؤسسات التعليمية والقطاع الخاص لتبني نهج أكثر جرأة في إعداد الكفاءات، من خلال الشهادات الاحترافية المعترف بها عالميًا، مثل شهادة PMP، وتعزيز المهارات القيادية والتكنولوجية لدى الشباب.

وختم الشاذلي تصريحه بالقول: "نحن في معهد PMI نؤمن بأن الاستثمار في رأس المال البشري هو الاستثمار الأذكى، لا يمكننا بناء مدن ذكية أو تنفيذ مشروعات طاقة متجددة أو إطلاق خدمات رقمية متطورة دون وجود مديري مشاريع على أعلى مستوى من الكفاءة والمرونة".